| صاحب مكتبة في «الأزبكية»: المشاهير والرؤساء مروا من هنا.. وهدفنا نشر الوعي

يقف مصطفى هاشم بحماس أمام مدخل المكتبة الصغيرة التي يملكها في انتظار الزبائن بمناسبة معرض سور الأزبكية المقام حاليا ويستمر حتى 25 أغسطس. 

لحظات ويعود «مصطفى» لداخل المكتبة ينظر للكتب التي رتبها باعتزاز، فهي بالنسبة له ليست مجرد كتب قديمة بأسعار مقبولة، بل كنوز تعادل الذهب، فبعضها كتب نادرة وبعضها الآخر نسخ تحمل إمضاء مؤلفيها.

يبتسم «مصطفى» مدركا المجهود الضخم الذي بذله والده في الحفاظ على المكتبة التي تخطى عمرها أكثر من 60 عاما، مما جعلها أقدم مكتبات السور بلا منازع.

 

«ننتظر المعرض بفارغ الصبر، فهو يعيد الروح للمكتبات في السور ويجعلها محط الأنظار من جديد» كلمات يبدأ بها «مصطفى» حديثه باعتباره يملك واحدة من أقدم المكتبات في سور الأزبكية، كان من منظمي المهرجان للمرة الخامسة على التوالي: «والدي كان يعيش في سوهاج وجاء إلى القاهرة وعمره 15 عاما، وأسس كشك صغير لبيع الكتب في سور الأزبكية ومنذ ذلك ونحن لم نغلق أبوابنا أبدا، وهو ما جعل المكتبة مقصد المشاهير».

يذكر «مصطفى» أسماء مشاهير في مجال الفن والسياسة ممن ترددوا على المكتبة للشراء منها مثل الرئيس الأسبق محمد نجيب، ومحمد أنور السادات وكذلك من الأدباء كان هناك نجيب محفوظ والمفكر مصطفى محمود: «الرئيس أنور السادات ذكر المكتبة في كتابه البحث عن الذات وأنه كان يتردد عليها وهذا بالنسبة لنا كان شرف عظيم، كذلك كان الشيخ محمد القاسمي حاكم الشارقة يأتي للسور بل وفى مرة من المرات وصى رئيس الوزراء علينا شخصيا»

رغم أن حصول «مصطفى» على بكالوريس التجارة الداخلية، إلا أنه كان عاشقا لـ الكتب منذ صغره، مما جعله لا يتردد لحظة في تخصيص كل وقته لمتابعة المكتبة مع والده: «كنت أساعد والدي في العمل  منذ أن كان سني 6 سنوات، لكن بعد التخرج لم أتخيل نفسي إلا بين الكتب».

مصطفى: نتمنى تطوير سور الأزبكية 

حاليا «مصطفى» عضو جمعية سور الأزبكية للخدمات الثقافية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، والتي تم تأسيسها بهدف أن تكون حلقة الوصل مع المؤسسات الحكومية: «أمنيتي وأمنية كل العاملين في سور الأزبكية أن يحدث تطوير بشكل متكامل، من حيث توفير مزيد من الدعاية، وتطوير شكل الخدمات سواء في أماكن تناول الطعام أو أداء العبادات بحيث يشعر الزائر بإمكانية التجول والشراء دون ضغط من الزحام أو الضوضاء».

لا يكتف «مصطفى» بالبيع، بل يعمل على تثقيف نفسه بشكل دوري حتى يستطيع مناقشة القراء وتقديم الاقتراحات لهم، وتوعيتهم بأهمية القراءة: «هدفنا الأساسي ليس الربح فقط، بل نشر الوعي بتكلفة تناسب جيب المواطن، لأن الكتب الموجودة هنا لا تقدر بثمن».