| انفصام في الشخصية يحرم «أحمد» من أسرته.. «تغيب منذ عامين ولم يعد»

قبل نحو 12 عامًا، تعرض الشاب العشريني أحمد محمد، ابن محافظة الجيزة، لحادث تصادم بالموتوسيكل، نتج عنه تأثر بؤرة الدماغ ومستوى الوعي والإدراك، إلى جانب إصابته بإنفصام في الشخصية، التي قلبت حياته جحيمًا وأصبح لا يعرف من حوله في بعض الأحيان، حتى دفعه الأمر منذ عامين إلى ترك منزله والتغيب عن أسرته التي لا زالت تبحث عنه بشوق شديد حتى هذا الوقت.

تعرض «أحمد» لحادث

بقلب يحترق ونبرة متلهفة، روى الأب الخمسيني محمد السيد، أن ابنه «أحمد»، كان يعيش حياة طبيعية تمامًا مثل أي شاب، إلا أنه تعرض عام 2010 إلى حادث تصادم بالموتوسيكل سبب له مشكلة في بؤرة الدماغ بالإضافة إلى تأثر مراكز الوعي والإدراك، وعند الذهاب إلى طبيب مخ وأعصاب، أخبرهم أن تأثير هذه الإصابة سيبدأ في الظهور عليه بعد مرور 5 سنوات من وقت وقوع الحادث: «فعلًا بعد 5 سنين لقيناه مش عارفنا وبيقول أنتوا مش أهلي أنا معرفكوش».

بعد ذلك وبناءً على نصيحة طبيب المخ والأعصاب، توجهت الأسرة إلى طبيب نفسي، الذي أخبرهم أن نجلهم أُصيب بانفصام في الشخصية، بحسب حديث الأب، الذي أضاف أنه بعد اتباع برنامج علاجي محدد بدأت حالة الابن تتحسن، إلا أنه من وقت لآخر تنتكس حالته مرة أخرى، حتى جاء اليوم المشؤوم وهو يوم السبت الموافق 8 أغسطس 2020، حيث خرج «أحمد» من منزله ولم يعد إليه حتى الآن: «قلبنا عليه الدنيا كلها، وسألنا في الأقسام والمستشفيات محدش شافه خالص»، لتحرر الأسرة محضرًا بقسم الهرم حمل رقم 12146/إداري هرم.

«الأب»: نفسي أشوف ابني

عامان مرا على تغيب «أحمد»، الذي أتم الآن عامه الرابع والعشرين من عمره، لم تفقد فيهما الأسرة لهفتها وهمتها في البحث عنه، وسؤال الأقارب والأصدقاء والمارة في الطريق إلا أن الكل أتفق على عدم رؤيته، لتظل الأسرة حتى هذه اللحظة تبحث عن ابنها وتنتظره بشوق: «أنا نفسي أشوف ابني، أنا مش عارف هو عايش ولا ميت وإحنا مش عارفين نعيش.. بين أننا ساعات بنفقد الأمل ونقول خلاص، وبين أننا نرجع تاني نقول يمكن يرجع»، قالها الأب وقد غلب الحزن على نبرته تمامًا.