مساحة آمنة دون قيود، تحتضن جميع محبي القراءة من مختلف الأعمار والجنسيات، تفتح أبوابها لهم كل أسبوع عن طريق مبادرة بيت الحياة التابعة لجمعية ملتقى الحضارات، سواء لحضور «ساعة قراءة» التي تتيح للمهتمين قراءة مقال أو فصل من كتاب، لمناقشة أهم الأفكار التي وردت به، أو «ورشة مهارات القراءة»، التي تهتم بقراءة جزء من محتوى وتحليله بشكل مُعمّق لاستخلاص فكرته ووجهة نظر كاتبه، بجانب «ماراثون القراءة»، الذي يستمر قرابة الـ6 ساعات لإتاحة فرصة للمشاركين قراءة كتابًا كاملًا يتم اختياره بعناية شديدة مع تنوع الأفكار في كل أسبوع، لإعادة إحياء الثقافة وتشجيع الناس على القراءة مرة أخرى، بعيدًا عن تضييع أوقاتهم عبر «السوشيال ميديا».
المبادرة تابعة لوزارة التضامن الاجتماعي
تقول أنديرا إبراهيم، مدير المشروع، إن المبادرة ضمن أنشطة جمعية تابعة لوزارة التضامن الاجتماعى، تهتم بمجال التنمية والثقافة، لافتًا إلى أن المكان مفتوح للجميع للمشاركة بسعر رمزي أو دون مقابل، لتشجيع الناس على القراءة والاطلاع: «فيه ناس عندها صعوبات في القراءة أو قراءتهم مش متنوعة أو بيواجهوا صعوبات في اللغة نفسها فإحنا عندنا مكتبة فيها عناوين متعدّدة لجميع المجالات، وبالتالي بنوفر للمشارك فرصة إنه يطلع على أفكار كتيرة ويناقشها ويتحمس يقرأ أكتر فيها ويكتشف اللي بيحبه».
تضيف أنها في ساعة القراءة التي تنظمها مساء الثلاثاء من كل أسبوع، تختار جزءاً من نص، وليكن نحو 15 صفحة فقط بغرض التشجيع على القراءة وكسر الحاجز بين الشخص والكتاب: «فيه ناس كتير بقت منتظمة معانا»، لافتة إلى أنهم في ماراثون القراءة اختاروا كتابًا للراحل جمال الغيطاني يتحدث فيه عن الحضارة المصرية القديمة وعناصرها وانتهوا منه على مدار الـ6 ساعات، بجانب تقديم ورشة مهارات القراءة لاستخلاص الفكرة الرئيسية وتحديد المفاهيم المهمة داخل صفحة أو صفحة ونصف فقط: «لازم تكون فيها فكرة واحدة نقدر نتكلم عنها ونحللها بعمق قبل نقدها».
تحكي أن هناك فريقًا كبيرًا من المتطوعين لخدمة الفكرة ينقسم إلى عدد لاختيار النصوص، وفقاً للمعايير المتفق عليها، وآخر للتنظيم وفريق «السوشيال ميديا» للتصوير وتوثيق الجلسات الأسبوعية: «بنراعي أن الكتب والمقالات تكون في مجالات مختلفة وبتعبر عن وجهات نظر متنوعة، ومش بالضرورة تكون بتعبر عن وجهة نظر المكان.
أعمار المشاركين تتجاوز الـ50 عامًا
تتجاوز أعمار بعض المشاركين الـ50 عامًا وتبدأ من سن المراهقة أو أقل، فالمشاركة غير مرتبطة بسنّ محددة وفقًا لحليم إبراهيم، أحد المتطوعين ضمن فريق اختيار المحتوى، مؤكداً أن المكان يوفر مساحة حرة للجميع للمناقشة والقراءة في هدوء، بعيداً عن الضغوط ودوشة الحياة اليومية: «فيه ناس محتاجة تشجيع علشان تقرأ وناس ماتعرفش إنها بتحب القراءة وبتيجي تكتشف نفسها من جديد».