بعد عقد قرانهما في شهر مارس الماضي، أعلنا موعد الزفاف يوم 13 مايو، جميع الأصدقاء والزملاء والأقارب، وصلتهم المعلومات بطرق مختلفة، سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو دعاوى الزفاف، ولكن فجأة توقف كل شيء، بعد إصابة الزوج أحمد عمرو، بسرطان الدم، لتصاب الزوجة بصدمة، غيرت من مجرى حياتها.
فور معرفة «فريدة الناقة»، بإصابة زوجها بسرطان الدم، قررت إلغاء حفل الزفاف فورًا، ولكنها لم تترك زوجها في شدته، بل قررت بدء حياتها الزوجية معه، ليعيشا معا 3 أشهر وكأنهما «توأم ملتصق»، بخسب تعبيرها: «كانت أفضل أيام حياتي، في الفترة ديه عرفت الحب الحقيقي، والمشاعر البسيطة الصادقة».
بداية قصة أحمد وفريدة
«أحمد» و«فريدة» تعرفا على بعضهما عام 2018 عن طريق الصدفة، وفي عام 2020 كانت خطبتهما، مر عليهما في هذه الفترة العديد من العقبات والمشكلات، حتى قررا تخطيها بعقد القران في شهر مارس 2022، قبل أيام قليلة من شهر رمضان، وفقًا لـ«فريدة»: «خلال شهر رمضان، أحمد كان جت له نزلات برد، والدكتور طلب منه تحاليل، لكن أخد علاج وكسل وقتها، ولكن بعد أيام في نهاية شهر أبريل، جت له سخونية، وقرر يكشف والدكتور طلب منه يعمل تحليل صورة دم، والنتيجة إن هناك احتمال الإصابة بلوكيميا حادة في الدم».
إصابة «أحمد» بالسرطان
اتجه «أحمد» للعرض على طبيب أمراض دم سريعًا، قبل تفاقم حالته الصحية، ليؤكد إصابته بسرطان الدم، وأنه ممنوعا من الاحتكاك بالآخرين، بسبب الضعف الشديد لمناعته، وقتها فقط قررت «فريدة» إلغاء حفل الزفاف حفاظًا على صحته، وبدأت حياتها الزوجية: «وقتها مفكرتش أبدًا إني أسيبه، وقررت إني أبدأ حياتي الزوجية وأفضل جنبه في أزمته، ومش شايفة إني عملت حاجة غريبة».
علاقة أحمد وفريدة، أصبحت أقوى كثيرًا من قبل ذلك، نسيا العقبات المشاكل، سعادتهما تتلخص في وجودهما معًا، هموم الحياة ومتاعبها ذهبت، أصبحت الحياة أجمل بكثير، الأوقات السعيدة كانت تحدث بسهولة، توصف «فريدة» علاقتهما قائلة: «حياتنا بقت أسهل ومابقيناش عاوزين حاجة غير وجودنا مع بعض، مابقاش في جري، وحرفيًا كنا مع بعض 24 ساعة، كأننا توأم ملتصق، والمرض أثبت حبنا اللي كان بيعكره المشاكل».
حياة أحمد وفريدة
استمرت حياة الزوجين بين جلسات الكيماوي، ووجودهما معًا في البيت، الخروجات بينهما كانت قليلة، بل تكاد تكون معدومة، المهم هو الشعور بالسعادة التي أصبحت سهلة بوجودهما معًا، تروي «فريدة»: «أول شهرين من جوازنا قررت أشتغل من البيت عشان أكون جنبه، ومش عاوزة أحتك بالناس خوفا على صحته، 3 شهور اتعلمت فيهم حاجات كتيرة جدًا، عشنا مع بعض أجمل أيام حياتنا، كنا أقوي فيهم من 3 سنين اللي عرفنا بعض فيهم، كان كل اللي في دماغنا إننا نعدي الأزمة، إحنا كنا واثقين بنسبة 99% إن أحمد هيخف».
موت «أحمد»
وصل «أحمد» لنسبة كبيرة من الشفاء، حتى أصبح السرطان في دمه بنسبة 5% فقط، ولكن تطور الحالة للأفضل لم يمنع وقوع القدر، في 30 ساعة فقط، بدأت يوم 8 أغسطس، وانتهت بوفاة الشاب، في قصة انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تقدم درسًا في كيفية السعادة، عنوانه: «كيف تكون سعيدًا في أصعب الظروف».
هناك دروس أخرى تعلمتها «فريدة»، التي لم تحتاج إلى أي شئ سوى وجود زوجها لتذوق طعم السعادة، استغنى كل منههما عن السفر والخروجات، فسير الحياة بشكل طبيعي هو أفضل ما شعرت به: «في جنازة أحمد عرفت قد إيه هو محبوب، ناس كتير جدًا حضرت، أنا شايفة نفسي محظوظة إني عشت الـ3 شهور دول مع جوزي، وبطلب من الناس إنها تطمن عليا وعلى أحمد، لأن لما الناس بتحب حد يبقى ربنا بيحبه».