مقاومة العشوائية والقبح وإعادة غرس أهمية قيم الجمال في الشارع المصري، مقصدا وضعه مؤسسوا «مختبر عمران القاهرة للتصميم والدراسات» نصب أعينهم وهم يطلقون مبادرة لتشجير منطقة أرض اللواء وتلوين واجهات المحلات بزاهية تعيد للشارع رونقه وجماله.
تحول الشارع إلى لوحة فنية مليئة بكل معان الإبداع والانطلاق حتى لو أغلقت المحال أبوابها، إذ صارت كل واجهة محل تعبر عن طبيعة المحل ونشاطه الأساسي، وبحسب ما ذكره أصحاب المبادرة عبر صفحتهم الرئيسية «المبادرة نتاج ورشتين هما المبادرة الخضراء وفن الواجهات، والتى جاءت بدعم من السفارة الهولندية، وبحضور رئيس الحي، تم رسم وتلوين 8 واجهات محلات وورش من خلال الاعتماد على جهود طلاب الفنون التطبيقية والفنون الجميلة وبعض الفنانين التشكيلين وأفراد من سكان المنطقة».
تشجير المنطقة والرسم على واجهة المحلات
صابرة محمد عبد القادر، تمتلك محلا للمنظفات في الشارع، عبرت لـ«» عن سعادتها بتشجير المنطقة، والأهم الرسم الذي جرى على واجهة المحل، قائلة:«الشارع كان عادي، لكن الرسومات اللي عملها الشباب ردت فيه الروح وخلته جميل بجد».
وأشارت إلى أن المساهمين في المبادرة حرصوا أن يكون الرسم على واجهة المحل متعلقة بالمنتجات التي تخصص فيها، فظهرت عبوات المنظفات على الواجهة وقالت:«الناس بتيجي تنبهر ويتفرجوا على الرسومات الأول قبل ما يشتروا، وخلوني أتمنى أنهم يعملوا كده في كل الشوارع وخصوصا أمام بيتي».
أما صلاح هارون، الذي يمتلك أتيليه لبيع وتفصيل الملابس ذات الهوية الأفريقية، قال إن الرسومات التي تمت على واجهة المحل لم تعطيه فقط الشكل الجمالي الذي كان يتمناه، لكنها صنعت لمحله دعاية جيدة:«الرسمة مش بس بتعطي للشارع شكل جميل، لكنها بتعبر عن شغلي الأفريقي والناس لما بتشوف الرسومات بيحبوا يتصوروا جنب المحل لأنها ملفته للنظر وبيلاقوا فيها حاجة جديدة ومختلفة».
الفرحة والسعادة كانت واضحة على وجه محمد فوزي صاحب صالون الحلاقه في المنطقة، فواجهة المحل كانت عبارة عن صاج قديمة ويظهر عليها آثار الزمن، وغيرت الرسوم على الواجهة شكله تماما ونجحت في تجديده، وقال لـ«»:«أنا حبيت الرسم لأنها جددت المحل من غير أي تكاليف وكمان معبرة عن مهمة صالون الحلاقة، لأن الرسمة عبارة عن أدوات زي الفرشة و المقص فالرسمة اتكلمت عن صنعتي وده شيء مبهر بالنسبة لي».
الأطفال يشاركون في المبادرة بالرسم
لم تكتف المبادرة بتجميل الشوارع، بل أيضا عمل القائمين عليها على دفع الأطفال الصغار للمشاركة في تلوين المنطقة بأيديهم «الحاجة الجميلة في تلوين مداخل المحلات أنهم كمان مبخلوش على أولادنا وبدأوا يعملوهم الرسم، ومسكوهم الفرش وقالوا ليهم ارسموا براحتكم، علشان ينموا فيهم حب الفن والرسم، وسكان الشوارع التانية لما شافوا شارعنا والتغيير اللي حصل فيه، شعروا بالغيرة وكانوا نفسهم الجمال ده ينتقل لشوارعهم»، بحسب «محمد».
