اكتشف علماء الآثار “عقارًا ريفيًا فاخرًا” هو الأول من نوعه في النقب، يعود للفترة الإسلامية المبكرة أي قبل ما يقرب من 1200 عام، وذلك خلال حفريات أجرتها سلطة الآثار الإسرائيلية قرب مدينة رهط، تمهيدا لإقرار خطة لتوسيع الخارطة الهيكلية للمدينة.
وأوضحت سلطة الآثار الإسرائيلية، في بيان صحافي، صدر عنها اليوم، الثلاثاء، أن تاريخ المبنى يعود إلى الفترة الإسلامية المبكرة؛ القرنان الثامن والتاسع الميلادي، وقد تم تشييده حول فناء مركزي، ويتألف من أربعة أجنحة مع غرف لتلبية احتياجات السكان.
وسبق لسلطة الآثار الإسرائيلية أن أعلنت عن اكتشاف مسجدين في ذات المنطقة، الأول في عام 2019، والثاني في حزيران/ يونيو الماضي.
وفي أحد الأجنحة في المبنى المكتشف، كانت هناك قاعة مرصوفة بأرضية رخامية وحجرية وجدران مزينة بلوحات جدارية على جص رطب، وتم تلوين شظايا اللوحات الجدارية الصغيرة الموجودة بدقة، بالألوان الأحمر والأصفر والأزرق والأسود.
ويحتوي فناء المبنى على مجمع مقبب فريد من نوعه يعلو صهريج مياه محفور في الصخور، يبلغ عمقه ثلاثة أمتار. وتحتوي الغرف الأخرى في المبنى على أرضيات من الجبس. وفي الغرف الأخرى، تم الكشف عن أفران كبيرة جدًا، رجح العلماء أنها استخدمت للطهي.
واعتبر علماء الآثاء الذين قادوا عمليات الحفر والتنقيب أن الاكتشاف “فريد من نوعه ولم يكن معروفا حتى اليوم؛ لقد فوجئنا باكتشاف مجموعة من الأقبية المبنية بالحجارة على عمق 5.5 متر تحت الفناء، بارتفاع 2.5 متر، تم بناء الخزائن بعناية، وربما أدت إلى مجمعات إضافية تحت الأرض لم يتم الكشف عنها بعد”.
وأضافوا أنه “كانت مفاجأتنا الكبرى اكتشاف فتحة أسفل الغرف المُقببة، وأدت إلى صهريج محفور في الصخور العميقة، يبدو أن الأقبية المبنية بالحجارة تحت الأرض قد تم بناؤها كمخازن لتخزين المواد الغذائية في درجات حرارة منخفضة إلى حد ما، وقد مكنت الهياكل المُقببة الداعمة السكان من التحرك تحت الأرض بأمان وراحة، لحماية أنفسهم من حرارة الصيف الحارقة، وشرب الماء البارد من الصهريج المجاور.
وتم استخدام شظايا المصابيح الزيتية المصنوعة من الطين التي تم العثور عليها على أرضيات القبو لإضاءة الغرف المظلمة، مما يوفر أدلة على نشاط السكان هنا، بحسب ما أكد علماء الآثار. وأشاروا إلى أن “العقارات الفاخرة والأقبية الفريدة من نوعها تحت الأرض، هي دليل على إمكانيات المالكين”.
ووفقا لعلماء الآثار فإن مكانة المالكين العالية “سمحت لهم وثروتهم ببناء قصر فاخر كان بمثابة إقامة وترفيه”، وأفادوا بأن البناء يمكن علماء الآثاء من “دراسة أساليب البناء والأساليب المعمارية، وكذلك التعرف على الحياة اليومية في النقب في بداية الحكم الإسلامي”.
وأوضح مدير سلطة الآثار الإسرائيلية أنه “أثناء التنقيب، تم الكشف عن العقار الفاخر في منطقة تقع بين مسجدين قديمين، ربما من بين أقدم المساجد التي تم اكتشافها على الإطلاق”. وأضاف أنه “عن طريق الصدفة الجيدة، ومما يثير اهتمام السكان المحليين وإثارتهم، تم اكتشاف بقايا المباني الإسلامية في المنطقة المخطط لها لتوسيع مدينة رهط”. وأعلنت سلطة الآثار عن فتح المكان لزيارات الجمهور، يوم الخميس.