«اليورانيوم المخصب» يهدد بإفشال صفقة النووي الإيراني

فيما تترقب الوكالة الدولية للطاقة الذرية إجابات «مقنعة» من النظام الإيراني حول آثار اليورانيوم المخصب في 3 مواقع نووية سرية، قالت طهران على لسان رئيس منظمة الطاقة الذرية محمد إسلامي، اليوم (الأربعاء)، إنها قدمت إجابات واضحة، إلا أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أكد أن «هذه الأجوبة لم تكن مقنعة وغير واضحة». وبانتظار حسم الخلافات بين الوكالة وإيران تثار العديد من علامات الاستفهام حول الدور المحتمل لآثار «اليورانيوم السري»، وما إذا كان سيطيح بصفقة الاتفاق النووي المحتملة.

وقال غروسي إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بحاجة إلى أقصى حد من الوصول والتفتيش فيما يتعلق بإيران وعليها أن تتعاون مع الوكالة، معتبراً أن طهران لم تقدم رداً مقعناً بشأن آثار اليورانيوم التي عثر عليها بمواقعها حتى الآن. ولفت إلى كاميرات المراقبة التي أغلقتها طهران في المنشآت النووية وكانت تغطي نقاطاً مهمة في تلك المنشآت، كاشفاً أن الكاميرات الـ 27 التي تم إيقاف تشغيلها تغطي نقاطاً مهمة في مرافق تصنيع أجهزة الطرد المركزي وأشياء أخرى. ونفى وجود ضغوط تمارسها الولايات المتحدة ضده لإنهاء التحقيق بشأن إيران. من جهته، أفاد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، بأن بلاده ستلتزم بمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية للأنشطة والمنشآت النووية الإيرانية في حال تم إحياء الاتفاق النووي مع القوى الغربية. وقال في تصريحات للصحفيين على هامش اجتماع للحكومة الإيرانية: نحن نلتزم بالمراقبة لمنشآتنا في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة، زاعماً بأنه لا يوجد لديهم مواقع نووية غير معلنة. وادعى إسلامي أن طهران ستنفذ كامل تعهداتها وفق الاتفاق النووي إذا التزم الآخرون بتعهداتهم. ودعا المسؤول الإيراني، الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى ضرورة العمل بمهنية وعدم التأثر بما وصفه بـالمزاعم الإسرائيلية للبرنامج النووي.

وكانت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية نقلت عن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن قولهم: نتوقع صدور الرد الأمريكي بخصوص مسودة الاتفاق النووي مع إيران قريباً.

وأضاف المسؤولون الأمريكيون بعد رد واشنطن سيكون هناك حاجة للعودة إلى فيينا من أجل جولة أخرى من المفاوضات مع إيران.

وكشف مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية أنه في حال العودة إلى الاتفاق النووي، سيتم إيقاف الآلاف من أجهزة الطرد المركزي الإيرانية المتقدمة بما في ذلك جميع تلك التي تخصب في منشأة فردو النووية بمحافظة قم وسط إيران. وشدد على أن بلاده لن تسمح لإيران بامتلاك أي من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% و60% الذي تخزنه اليوم، وسيُحظر على إيران تخصيب اليورانيوم وتخزينه فوق مستويات محدودة للغاية.

ونقلت قناة «سي إن إن» الإخبارية عن مسؤول أمريكي قوله: إن إيران تخلت عن مطلب رئيسي آخر يتعلق بالتفتيش النووي مع استمرار المفاوضات، لافتاً إلى أن التقارير التي تفيد بأننا قبلنا أو ندرس تنازلات جديدة لإيران خاطئة بشكل قاطع. وشدد على ضرورة استعادة مراقبة الوكالة وتفتيشها لأنشطة إيران النووية بشكل كامل وعلى نطاق واسع، لافتاً إلى أن العديد من أنشطة المراقبة التي تقوم بها الوكالة ستظل إلى أجل غير مسمى.