وأوضح ماركس، في مقابلة نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» أمس أن فريقه في هيئة الغذاء والدواء يوشك على الموافقة على جرعة محدّثة قادرة على استهداف السلالات الفايروسية التي تروّع أمريكا حالياً. وزاد أنه على رغم أن الجرعات التنشيطية المحدّثة لم يتم اختبارها على البشر؛ إلا أن لهيئة الغذاء والدواء بيانات كافية تؤكد أن تلك الجرعات مأمونة وفعالة.
ويذكر أن كلا شركتي فايزر وموديرنا فرغتا الأسبوع الحالي من تقديم بياناتهما إلى الهيئة، وطلبتا ترخيصاً موقتاً لتوفير حماية للسكان من سلالة BA.5 والسلالات الأخرى المتحورة وراثياً من أوميكرون؛ وهي السلالات التي تتسبب في الغالبية العظمى من الإصابات الجديدة. ويقول المسؤولون الصحيون الأمريكيون إنهم حريصون على توزيع الجرعات التنشيطية الجديدة لأن معدل الوفاة بكوفيد19 أضحى يداني 450 وفاة يومياً. وهو مرشح للارتفاع مع حلول الشتاء، حين يقضي معظم الناس أوقاتهم داخل أماكن مغلقة. غير أن محللين أعربوا عن شكوكهم في ما إذا كان الأمريكيون سيتحمسون للجرعة التنشيطية المُحدثة؛ إذ إن حملة التطعيم الأساسية، التي انطوت على تقديم جرعتين وثالثة تنشيطية، لم يقبل عليها أكثر من ثلثي عدد سكان الولايات المتحدة، فيما لم يتقدم للحصول على الجرعة التنشيطية الأولى سوى عدد ضئيل.
ويتمسك المسؤولون الصحيون بأن الوفيات تتركز على الأشخاص الذين رفضوا التطعيم، وعلى المصابين بأمراض مزمنة تمثل خطراً مستمراً على حياتهم. وفيما يرى علماء أن الجرعة التنشيطية المحدّثة لن توفر قدراً يذكر من الحماية، بحكم أن غالبية الأمريكيين اكتسبوا مناعة من إصابتهم السابقة بفايروس كورونا الجديد؛ تمسك آخرون بأن الجرعة المُحدّثة جاءت في وقت ملائم، إذ إنها تواكب التحورات الوراثية التي حدثت في الفايروس، ولأن ثمة أدلة لا تقبل الدحض بأن المناعة المتأتية من التطعيم والإصابة السابقة تُذوي وتضمحل شيئاً فشيئاً.
وقال هؤلاء إنهم يخشون أنه لو تأخرت هيئة الغذاء والدواء في إقرار الجرعة المعدّلة فلربما يتحور الفايروس مرة أخرى، ما قد يؤدي إلى وفاة مزيد من الأشخاص. وبانتظار قرار هيئة الغذاء والدواء، سارعت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها لدعوة خبرائها في أول سبتمبر القادم، قبل أن تتخذ مديرتها الدكتورة راتشيل فالينسكي قرارها بتحديد جدول التطعيم بالجرعة الجديدة.
وأشارت «التايمز» إلى أن الحكومة الأمريكية تتجه إلى تخصيص جرعة لقاح فايزر المحدّثة لأي شخص يزيد عمره على 12 عاماً، فيما ستخصص جرعة موديرنا المحدّثة للبالغين وحدهم. وسيتخذ قرار بشأن توسيع نطاق أحقية الحصول على الجرعة التنشيطية المحدثة للأطفال دون سن 12 عاماً في وقت لاحق.
وأشارت الصحيفة إلى أن التحديات الراهنة تشمل ما إذا كان يتعين على من حصلوا على الجرعات العادية أخيراً الانتظار ريثما يمر بعض الوقت للحصول على الجرعة المُحدّثة. كما تشمل ما إذا كان يتعين نصح من تعافوا لتوّهم من الفايروس بالمسارعة للحصول على الجرعة المحدّثة.
وقال باحثون صينيون درسوا 142 بحثاً إنهم اكتشفوا أن فترة حضانة فايروس كورونا الجديد من لحظة الإصابة به الى حين ظهور أعراض كوفيد19أضحت أقصر كثيراً مما كانت عليه عند بداية اندلاع الأزمة الوبائية العالمية.
وأضافوا أن الأشخاص الذين أصيبوا بسلالة ألفا، التي اكتشفت بمدينة ووهان الصينية في أواخر سنة 2019، كان معدل فترة حضانة الفايروس في أجسامهم بحدود 5 أيام. وحين ظهرت سلالة أوميكرون انخفض معدل فترة الحضانة إلى 3.5 أيام.
ويقول العلماء إن تحديد فترة حضانة كل من سلالات الفايروس مهمة للعالم كله، لأن ذلك من شأنه أن يحدد فترة العزل الصحي التي يتعين على المصاب أن يقضيها بعد تأكيد تشخيص إصابته بالفايروس.
وأوضح قائد فريق الباحثين أستاذ مكافحة الأوبئة والإحصاءات الحيوية بجامعة بكين الدكتور مين ليو أن البحث درس تقارير أكثر من 8100 مصاب بكوفيد19. وأضاف أن ما توصلت إليه الدراسة يؤكد أن فايروس كورونا الجديد شهد تغيراً وتحوراً وراثياً متلاحقاً على مدى فترة الأزمة الصحية العالمية. وشمل التغيير قدرته على إفشاء عدواه، ومستوى شدة المرض الذي ينجم عنه، وفترة الحضانة.
وخلص الباحثون الصينيون إلى أنه فيما بلغت مدة حضانة الفايروس لمن أصيبوا بسلالة ألفا 5 أيام، فإنها انحدرت إلى 4.5 أيام بالنسبة لمن أصيبوا بسلالة بيتا التي ظهرت في مايو 2020. وحين ظهرت سلالة دلتا في 2021، انخفضت فترة الحضانة السابقة لظهور أعراض المرض إلى 4.4 أيام. ولم تعد تزيد على 3 أيام بالنسبة للمصابين بسلالة أوميكرون. وفي المقابل فإن مدة حضانة فايروس النزلة العادية، وهو من عائلة الفايروس التاجي (كورونا)، تبلغ 3.2 أيام. أما فايروس الإنفلونزا فإن فترة حضانته تقل عن يومين. ويرى العلماء أن قصر فترة الحضانة بالنسبة إلى فايروس كوفيد19 تقترن بحدوث تدهور أشد في الحالة الصحية للمصاب.