منهمكًا في عمله لا يعنيه ما يدور من حوله، شغله الشاغل إنهاء ما يقوم به، إنه الجد، عبدالله محمد علي، من نجع المسلمات في مركز الوقف بمحافظة قنا، إذ يعد أقدم صانع لمنتجات جريد النخيل، حيث يتذكر حياته أيام الملك فاروق جيدًا وكيف عاصر العديد من الفترات الزمنية المختلفة.
مهنة صناعة الجريد في قنا
«عبدالله» الذي يبلغ من العمر نحو 89 عامًا، ويعيش في منزل مبني من الطوب اللبن ومعرش بالجريد وفوالق النخيل، لا زال يعافر ويناهد في معركة عمرها طويل، للحفاظ على تراث ومهنة الأجداد في صناعة الجريد وكل منتجاته من سراير وكراسي، يتم تصميمها كي تتناسب مع الطبيعية الريفية التي يعيش فيها.
يحكي «عبدالله» في بداية حديثه لـ«»، أنه يعمل في مهنة صناعة الجريد منذ كان عمره 10 سنوات، إذ تعلم الحرفة من والده وأتقنها، لتصبح شغله الشاغل ومصدر رزقه الوحيد حتى الآن، موضحا أنها ساعدته على تربية أسرته وأبنائه: «أنا عاصرت الملك فاروق، وكان وقتها الـ100 جريدة بتتباع بقرشين صاغ، وطبعا دلوقتي بقت بتتباع بـ150 جنيهًا».
«عبدالله»: نفسي ربنا يرزقني حسن الخاتمة
«مواعيد شغلي ثابتة ومش بتتغير، أنا بشتغل بعد صلاة الفجر يوميًا وبريح ساحة الظهر بتغدى، وبرجع أكمل تاني شوية لغاية ما الشمس تغيب، ولما بيكون في ضغط شغل بفضل لغاية صلاة العشاء وبعدها بنام»، يستخدم الرجل الثمانيني مطارق ومسامير ومخاريم حديدية من أجل تصميم الأثاث المختلف من الجريد: «بحب أعمل الحاجة بإتقان، وده السبب اللي مخلي منتجاتي عليها الطلب».
لا يتمنى «عبدالله» سوى أن يرزقه الله حسن الخاتمة، فهو لا يبحث عن المال الوفير، وإنما يريد فقط أن يحافظ على مهنة صناعة الجريد من الاندثار.