لا تزال الزيادة السكانية هي التحدي الكبير لمصر، بحسب تصريحات الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال مؤتمر صحفي اليوم في العلمين الجديدة، فوفقًا للتقديرات التي تحققت خلال السبعة أشهر الأولى في هذا العام، يصل عدد المواليد إلى نحو مليونين و185 ألف مولود.
وأضاف مدبولي أن المصريين لن يشعروا بأي جهد يُبذل من الدولة بسبب تلك الزيادة، لذا دعا إلى ضرورة ألا يتجاوز عدد المواليد في أي أسرة عن 2، حتى نشعر بتحسن أوجه الحياة، ولكي تستطيع الدولة تعويض الفجوة المتراكمة في أعداد المدارس والخدمات والمستشفيات.
وفي هذا السياق، تواصلت «» مع خبراء في الإعلام وعلم الاجتماع، للتعرف على الموروثات الاجتماعية التي تعمل على استمرار الكثافة السكانية، وكيفية مواجهة ذلك بخطة إعلامية مدروسة.
موروثات العزوة مازالت متواجدة
قالت الدكتورة إنشاد عز الدين، أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية، إن هناك عدد من الموروثات الثقافية التي لم تتغير حتى الآن، خاصة في مدن الصعيد تؤمن بأن كثرة الإنجاب عزوة وتحافظ على اسم الأسرة والميراث، كما يوجد مفهوم عند بعض السيدات بأن كثرة الإنجاب يربط الرجل بأسرته، ويجعله لا يفكر في الزواج بأخرى: «بالإضافة إلى حرص بعض الأسر على ضرورة إنجاب الولد، تستمر الأم في الإنجاب عدة مرات حتى تأتي بالولد»، كل تلك العوامل ساهمت في الزيادة السكانية في الفترات الأخيرة.
جني الأموال
«الناس المتعلمة المثقفة تفكر ألف مرة قبل إنجاب طفل، لأنها تحرص على تربيته وتعليمه بأفضل الطرق»، مضيفة أنه بخلاف ذلك توجد أسر غير متعلمة هدفها إنجاب الكثير من الأبناء وتشغيلهم منذ سن صغير لجني الأموال؛ ولذلك اقترحت في نهاية حديثها أن يمنع الدعم عن الأسر المصرية التي تقرر إنجاب أكثر من 3 أبناء، وأن تُكثف الرقابة على المدارس لحماية الأطفال من التسرب التعليمي ونزولهم للعمل.
تفعيل الاتصال الشخصي واستغلال الدراما
بينما رأت الدكتورة نجوى كامل أستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، ضرورة تفعيل الاتصال الشخصي من خلال قيام مسؤولين المراكز الصحية بعمل زيارات إلى الأسر لعمل الحملات التوعوية حول خطورة الكثافة السكنية على الفرد والمجتمع بأكمله، بالإضافة إلى استغلال الدراما الاستغلال الأمثل بتقديم أعمال تناقش الأزمة: «من الممكن تقديم دراما حول عمالة الأطفال والتسرب التعليمي في سياق مناقشة قضية الزيادة السكانية».
وأضافت لابد من تضافر الجهود التشريعية والثقافية كافة إلى جانب الجهود الإعلامية لحل تلك المشكلة: «لو فيه عقاب قانوني للأب اللي مبيدخلش ولاده المدارس ويشغلهم هيفكر قبل ما يخلف عدد كبير من الأطفال»، بالإضافة إلى ضرورة تفعيل دور الجامع والكنيسة للتوعية بتلك القضية وتوضيح مدى خطورتها.