وكشف المرجع، الذي رفض ذكر اسمه، أن رسالة فبراير الماضي التي تلقاها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من القيادة الإيرانية والتي حملها له قائد فيلق القدس في الحرس الثوري إسماعيل قاآني فتحت أبواب الصراع على مصراعيها لما تضمنته من عبارات فسرت على أنها تهديدات إيرانية مباشرة للصدر بتعطيل الحياة السياسية في العراق لقطع الطريق على تحالف الإطار التنسيقي الموالي لطهران من السيطرة على مفاصل القرار السياسي في البلاد.
الصدر أصر حينها على قراءة الرسالة الخطية خلال لقاء قاآني وما كان منه إلا أن انفجر في وجه المسؤول الإيراني محملاً إياه رسالة شفوية إلى القيادة في طهران متهماً إياها بالعبث بالعراق ومحاولة السيطرة عليه من خلال زمرة متكسّبة تنظر للعراق على أنه جهاز صراف يدر الدولارات.
ولم يكتفِ الصدر حينها بتوجيه الاتهامات لطهران بل طالبها بالخروج النهائي من العراق، محذراً من أنها إذا لم تفعل فإنه سيعمل على تقليم أظافر وكلائها، في إشارة إلى بعض قوى الإطار التنسيقي.
ورأى المرجع السياسي أن الصدر بات يمسك بمفاصل اللعبة السياسية في العراق وأنه يسعى لتحقيق أهداف عدة أولها: إعادة السيادة إلى العراق وتحريره من الاختطاف الإيراني، وثانيها إقصاء وكلاء إيران من الساحة السياسية العراقية خصوصاً نوري المالكي وقيس الخزعلي وأنصارهما، وأما الهدف الثالث والأهم لدى الصدر فهو جعل العراق للعراقيين ومن هنا جاءت مطالبته لإيران بإرسال حافلات لنقل وكلائها من الأراضي العراقية إلى طهران.
ولفت المصدر إلى أن عملية تحرير العراق من الاختطاف الإيراني لن تكون سهلة أمام الصدر لكنها ممكنة غير أن الثمن سيكون كبيراً بالنظر إلى تمسك إيران بجغرافية العراق، معتبراً أن محاولات الصدر إبعاد السيطرة الإيرانية عن العراق تحمل أبعاداً سياسية كبيرة وغاية في الأهمية لأنها تعني عزل إيران جغرافياً عن سورية ولبنان التي تعتبرهما طهران معاقل لها.
وقال إن الصدر في حال نجاح محاولاته سيكون حقق أهدافاً عجز عنها المجتمع الدولي، لكن يبقى المهم أن المعادلة العراقية اليوم مفتوحة على كل الاحتمالات.