رب ضارة نافعة، أو يحدث شر نتيجته خير، أو كما تقول الآية الكريمة: «عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم»، وهذا ما حدث في قصة باسم حمادة، الذي تعرض لحادث جعله يتحول من بائع في سوبر ماركت، إلى شاب يعمل بالتسويق الرقمي، وتحسن الوضع بصورة كبيرة، كأن الحادث هو الدافع الذي جعله يتعلم شيئًا ويصبح مميزًا فيه، حتى أصبح اسمه مطلوبًا بالعديد من الشركات التي تبيع المنتجات المختلفة.
عاد «باسم» بالزمن 8 سنوات، ليحكي لـ«» تفاصيل الحادث الذي جعله يجلس الآن على كرسي متحرك، أثناء تمرينه داخل صالة الجيم، إذ سقط أرضًا ليصاب في فقرتي ظهره الرابعة والخامسة، ليدخل بعدها في أصعب 4 سنوات بحياته، وأصبح يتنقل من عملية لأخرى، نسبة نجاحها ضئيلة، فآخر عملية أجراها نجحت رغم أنها لا تتعدى 15%، مضيفًا: «اللي زاد من مشاكل جسمي إني بعاني من هشاشة العظام وعندي روماتويد، وده اللي خلاني أتأخر في العمليات لحد 2017».
عام من الاكتئاب
عام كامل لا يفكر «باسم» في شيء سوى الاكتئاب، سائلاً نفسه «ليه بيحصل كده»، ولكنه لم يكن يعرف أن الخير سيأتيه، بعد أن ساعده الجلوس بالبيت في تعلم التسويق، من خلال الفيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حتى عمل بإحدى شركات السياحة، عن طريق ترشيح صديق له: «بدأت أتعلم كل حاجة من على النت، لحد ما اشتغلت في شركة السياحة وأمسكلهم شغل الدعاية كله، وبدأت شركة تجيب التانية لحد ما بقيت مطلوب بالاسم، وحياتي المادية والنفسية اتحسنت بكتير».
حلم «باسم» في العودة للتعليم
كان «باسم» قد تخرج عام 2014 في دبلوم التجارة، مقررًا الالتحاق بإمتحان المعادلة، الذي يؤهله لدخول كلية التجارة، وبدأ بالمذاكرة بالفعل، قبل أن يتعرض للحادث المؤلم: «رغم كل اللي وصلتله، وإني بقيت أعتمد على نفسي ودخلي بقى أحسن، إلا إني نفسي أدخل كلية التجارة وأتعلم».