حرب شوارع في طرابلس

خلفت «حرب الشوارع» في طرابلس 32 قتيلاً و159 جريحاً، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة. واستيقظ الليبيون اليوم (الأحد) على هدوء حذر بعد أن شهدت العاصمة أسوأ قتال منذ عامين على مدى الساعات الماضية بين الفصائل المتناحرة منذ ليل (الجمعة السبت).

وأثار الاقتتال مخاوف الليبيين من عودة شبح الحرب الأهلية وغرق البلاد في الفوضى والاقتتال بعد سلام نسبي استمر عامين إثر اتفاق بين الشرق والغرب على وقف إطلاق للنار، ما أسفر عن توافق سياسي برعاية الأمم المتحدة، واتفاق على إجراء انتخابات عامة، إلا أن الخلافات السياسية حالت دون إجرائها في ديسمبر الماضي (2021) كما كان مقرراً.

وتبادل المسؤولون الاتهامات، وحمل كل من رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، منافسه في سرت فتحي باشاغا المكلف برئاسة الحكومة الجديدة من البرلمان، مسؤولية ما حصل.

وكان الدبيبة تفقد بعض مراكز القوات والمليشيات الداعمة لحكومته، مشدداً على أن «زمن الانقلابات قد ولى» وفق تعبيره، ولفت إلى أن قواته ستدافع عن طرابلس لأنها «مدينتنا». واعتبر أن القوات المناوئة «أغاظها» أن تنعم العاصمة بالهدوء، في إشارة إلى المليشيات الداعمة لباشاغا.

وأفاد الدبيبة بأن تلك الاشتباكات خطط لها من الداخل والخارج، معتبراً أن حكومته تريد الانتخابات بينما يريد آخرون تنفيذ «انقلابات وحكم البلاد بالحديد والنار».

فيما وجه فريق باشاغا أصابع الاتهام إلى الدبيبة، وقال المتحدث باسم الحكومة المكلفة من البرلمان، إن حكومة الوحدة تتحمل مسؤولية الاشتباكات وما نتج عنها.

وأضاف المتحدث عثمان عبد الجليل في تصريحات لقناة «ليبيا الأحرار» المحلية: أن ما وصفها بالمجموعات المسلحة التابعة لحكومة الدبيبة «المنتهية ولايتها» هي من بدأت الاشتباكات. واتهم حكومة طرابلس بأنها «لا تتحرى الحقيقة وتقدم الوهم لليبيين».

وتدور المواجهة منذ عدة أشهر من أجل استلام السلطة بين حكومة الوحدة الوطنية التي تتخذ من طرابلس مقرا لها، وحكومة باشاغا التي يدعمها البرلمان ومقره شرق البلاد، وتدعم كل طرف مليشيات مسلحة ما يزيد من خطورة الوضع واحتمالات انفجاره.