| «حسين غالي» أقدم تجار الأحجار الكريمة بالصالحية: ورَّثت الشغلانة لولادي

أمام أحد المحال العريقة لبيع منتجات الأحجار الكريمة بحارة الصالحية، وسط القاهرة الفاطمية، جلس رجل ثمانيني ملأ الشيب شعره على كرسي خشبي، ينظر في وجوه المارين، متذكرًا مرحلة طفولته وصباه عندما بدأ العمل كصنايعي «صاغة»، حتى استطاع أن يؤسس محله منذ حوالي 65 عامًا.  

بصوت متهدج بدأ الحاج حسين غالي، صاحب الـ 88 عامًا حديثه مع «»، قائلًا: «بدأت شغل في حارة الصالحية من وأنا عندي 10 سنين.. كنت صنايعي دهب وفضة»، وبعد انتقاله في العمل بين العديد من محال الذهب والفضة، جرب العمل في ورش صناعة اكسسوارات الأحجار الكريمة ليجد شغفه بها، ويقرر أن يفتتح تجارته الخاصة في بداية العشرينيات من عمره.

بداية عمله كصنايعي في ورش الأحجار الكريمة

من خلال عمله كصنايعي عدة سنوات تشرب مهنة صناعة منتجات الأحجار الكريمة، بالتعرف على أنواع تلك الأحجار وكيفية تطويع كل نوع لصناعة إكسسوار مميز في السوق حتى قرر أن يؤسس محله في سن صغيرة: «اشتغلت في كل أنواع الأحجار زي العقيق والفيروز والمرجان واللولي»، ونتيجة لهذا التنوع الذي يتوافق مع مختلف الأذواق حقق شهرة واسعة في سوق تجارة الأحجار الكريمة.

استيراد الأحجار الكريمة من الخارج

عندما توسعت تجارة الحاج حسين غالي، استطاع أن يؤسس مصنعه الذي يستقبل الأحجار الكريمة المستورد من عدة دول، مثل روسيا وعمان والصين والبحرين، ليتركها في أيدي أمهر العاملين والصنايعية وعلى رأسهم أبناؤه الخمسة الذين توارثوا تجارته: «ولادي اشتغلوا معايا كل واحد ليه مهمة»، حيث يقوم أحدهم باستلام الأحجار المستوردة من الخارج، ويقوم آخر بالإشراف على الصنايعية، كما يبدع أحدهم في النحت والكتابة على الحجر الكريم، ليقدموا في نهاية الأمر منتجا مميزا عما يتواجد في السوق، حسب تعبير «حسن» ابن الحاج حسين غالي.

اختلاف الأسعار حسب نوع الحجر الكريم

«أسعار الاكسسوارات تختلف من حجر للتاني.. الأسعار عندنا بتتراوح من 500 جنيه لـ 15 ألف جنيه»، إذ أوضح حسن أن الجرام الواحد من عقد المرجان يبلغ حوالي 500 جنيه مصري، كما يختلف سعر نفس النوع حسب الدولة التي تم استيرادها منه: «مثلًا العقيق فيه منه أنواع، وبيختلف في السعر حسب البلد اللي جاي منه»، حيث حرص المحل منذ تأسيسه على إرضاء أذواق المصريين والعرب والأجانب، ولكن أكثر من يقدرون تلك الأحجار ويتهافتون على شرائها هم الأجانب، وفقًا لحديثه.

حسين: اللي بيقدَّر الحجر الكريم بيدور عليه

رغم تراجع الإقبال على شراء منتجات الأحجار الكريمة منذ أحداث جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية العالمية، إلا أن حسين غالي لم يفكر يومًا في التخلي عن تجارته التي استطاع أن يؤسسها بالكثير من الكفاح والصبر: «مرت عليا أحداث كتير أوي مفكرتش أسيب مهنتي.. عارف أن الناس اللي بتقدَّر الحجر الكريم هتفضل تدور عليه وتشتريه».