تحولت حياة عم «مصطفى» لمأساة حقيقية بعد مرضه، إذ قضى أيامًا في الشارع، تنهش البرودة والحرارة في جسده، إلى أن وجد بريقًا من الأمل باحتضانه من قبل دار رعاية معانا لإنقاذ إنسان، لتتغير حياته بالكامل بعدما وجد الونس داخلها.
كان «مصطفى» يعيش وحيدًا في شقة بالإيجار، بمحطة الرمل التابعة لمحافظة الإسكندرية، وتعرض لظروف صحية صعبة، جعلته غير قادر على العمل ودفع إيجار منزله، ليتخذ الشارع ونيسًا له، ويتكيء على عصا للذهاب إلى المسجد لتأدية فروض الصلاة، وربما عاش فيه عدة شهور قبل جائحة كورونا، إلا أن قرار الحظر أعاده لما كان، قائلًا لـ«»: «جاتلي جلطة في رجلي ومش قادر أمشي زي الأول، سبت البيت وروحت قعدت في المساجد بس قفلوها فترة كورونا».
معاناة «مصطفى» بعد طرده في الشارع
قرر «مصطفى» مغادرة الإسكندرية والذهاب إلى القاهرة، ليعيش مع شقيقته بعد انفصالها عن زوجها، إلا أنها طالبته بدفع ثمن طعامه وشرابه ونومه، وقدرت ذلك بمبلغ 400 جنيه، وبعد موافقته وخروجه للعمل رغم مرضه، قررت أن تزيد المبلغ عليه، لكنه رفض، لتطرده وتلقي ملابسه أمام المنزل، ومرة أخرى وجد العجوز نفسه بلا مأوى كما كان، يجلس في الشوارع تحت حرارة الشمس وبرودة الجو، وفقًا له: «أختي طردتني من البيت، ولقيت نفسي مرمي في الشارع تاني، أنا متجوزتش خالص ولا عملت أسرة».
بالصدفة وجد محمود وحيد، مؤسس جمعية «معانا لإنقاذ إنسان»، «مصطفى» نائمًا في الشارع ليلاحظ حالته السيئة، ويسأله عن حكايته، وبعدها قرر دخوله الدار على الفور، بعد إتمام كافة الإجراءات الرسمية.
وجد «مصطفى» الونس داخل الدار وقضى على وحدته، فأصبح وضعه أفضل كثيرًا، إذ يرتدي ملابس مهندمة، ويتناول طعامًا نظيفًا، وفي آخر الليل يجد الدفء.