«أسن السكينة والمقص»، كلمات ترددت كثيرا في شوارع الأقصر قديما، لكن مع التقدم والحداثة قل سماعها إلا من «عم أحمد» الذي ما زال محافظا على مهنته التراثية في سن الأدوات الحادة منذ حوالي 42 عاما، ورغم قلة ما تدره عليه من ربح إلا أنه يشعر فيها شيئا من الحنين إلى الماضي.
13 كيلوجرام يحملها على كتفيه يوميا
13 كيلو جراما وزن ماكينة كهربائية لسن الأدوات الحادة وحقيبة بها 5 أمتار سلك كهربائي، يحملها يوميا أحمد علاء الدين على كتفه من منزله الكائن بقرية الأقالتة غرب الأقصر، يسير على قدميه متنقلا في شوارع المدينة ومحال الجزارة ورياشات الدواجن والمطاعم وغيرها، وبصوته الجهوري المميز ينادي على زبائنه الراغبين في سن أدواتهم.
«عم أحمد» الذي يبلغ من العمر 66 عاما، عشق المهنة منذ أن كان في الثلاثينيات من عمره، وكون معارف وصداقات في مختلف أرجاء المحافظة لدرجة إذا غاب يوما أو أكثر يسألون عليه ويتفقدون حاله، أجيال نشأت وكبرت وهي ترى «عم أحمد» على حاله الذي لم يتغير، لكن ما تغير هو أن الرجل صار عجوزا يتوكأ على عصا لعدم قدرته على السير طويلا دون الاتكاء عليها.
الأدوات تعيش حادة لفترات طويلة
يقول أقدم سنان للسكاكين، إنه لم يتوارث المهنة من أحد لكن شاهد أحد العاملين في تلك المهنة، أثناء سنه للسكاكين، فاستهوته وعمل فيها حتى أصبح أشهر سنان للسكاكين في الأقصر، مضيفا أن وسائل سن السكاكين الحديثة لم تغن عن الماكينة، فالوسائل الحديثة غير فعالة، لكن الماكينة وطريقة السن الاحترافية تجعل تلك الأدوات تعيش حادة لفترات تصل لشهور حسب الاستخدام أما في المطاعم ومحلات الجزارة ورياشات الدواجن فتحتاج للسن أسبوعيا، موضحا أن مهنة سن السكاكين والسواطير تنتعش خلال أيام عيد الأضحى.
أمنيتان لـ«عم أحمد»
ويضيف أنه لا يحدد سعرا للسن فيتركه لتقدير الزبون، فكل يوم برزقه، والبركة هي الأهم بالنسبة لي، مشيرا إلى أن مهنته برغم بساطتها إلا أن الله بارك له فيها فاستطاع تربية أبنائه الـ8، وحصل بعض منهم على مؤهلات عليا وتزوجوا أيضا، لكن الرجل له أمنيتان هما زيارة بيت الله الحرام وتروسيكل يستطيع أن يتنقل به ويريح قدميه.