ويخشى السكان من أن القتال الذي أنهى جمودًا سياسيًا دام شهورًا قد ينفجر في حرب أوسع والعودة إلى ذروة الصراع الليبي المستمر منذ فترة طويلة.
حالة فوضى
ودخلت ليبيا في حالة من الفوضى منذ أن أطاحت انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي بالديكتاتور القديم معمر القذافي وقتلته في عام 2011، وكانت الدولة الغنية بالنفط منقسمة منذ سنوات بين إدارتين متنافستين، تدعم كل منهما ميليشيات مارقة وحكومات أجنبية.
ونشأ الجمود الحالي عن الفشل في إجراء الانتخابات في ديسمبر ورفض رئيس الوزراء عبد الحميد دبيبة التنحي، وردًا على ذلك، عيّن البرلمان الذي يتخذ من الشرق مقرًا له، رئيس الوزراء المنافس، فتحي باشاغا، الذي سعى منذ شهور لتنصيب حكومته في طرابلس.
ضحايا الصراع
وتركز القتال في وسط المدينة المكتظة بالسكان وشمل نيران المدفعية الثقيلة، وحوصر المئات ولحقت أضرار بالمستشفيات والمباني الحكومية والسكنية، وقالت وزارة الصحة إن 32 شخصًا على الأقل قتلوا وأصيب 159 في الاشتباكات.
وكان من بين القتلى الفنان الكوميدي مصطفى بركة المعروف بمقاطع الفيديو التي ينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تسخر من الميليشيات والفساد.
وبحسب ما ورد تم إطلاق النار عليه أثناء البث المباشر على وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يتضح ما إذا كان مستهدفًا.
وتحدثت إحدى الوكالات إلى عشرات السكان والشهود، ورووا مشاهد مروعة لأشخاص، بينهم نساء وأطفال، محاصرون في منازلهم ومبان حكومية ومستشفيات، كما تحدثوا عن ثلاث جثث على الأقل بلا حراك بقيت لساعات في الشارع قبل أن تتمكن سيارة إسعاف من الوصول إلى المنطقة، وطلبوا عدم الكشف عن هويتهم خوفًا من انتقام الميليشيات.
وقالت امرأة كانت عالقة مع العديد من العائلات في شقة سكنية: «نرى الموت أمام أعيننا وفي عيون أطفالنا»، «على العالم أن يحمي هؤلاء الأطفال الأبرياء مثلما فعلوا في زمن القذافي».
انقطاع الكهرباء
وشوهدت الميليشيات المتحالفة مع دبيبة المتمركزة في طرابلس وهي تجوب شوارع العاصمة في ساعة مبكرة من صباح الأحد، وذكرت وسائل إعلام محلية أن خصومهم تمركزوا في مواقعهم في ضواحي المدينة.
وعانى جزء كبير من المدينة من انقطاع التيار الكهربائي ليلا، وتم إغلاق العديد من الشركات، وأمرت شركة النفط الوطنية التي تديرها الدولة موظفيها بالعمل عن بعد، ولايزال السكان مرهقين من العنف المحتمل وبقي معظمهم في منازلهم.
وهرع كثيرون إلى محلات السوبر ماركت عندما هدأت الاشتباكات في وقت متأخر من يوم السبت لتخزين المواد الغذائية وغيرها من الضروريات.
وزعمت حكومة دبيبة أن القتال بدأ عندما أطلق عضو في ميليشيا منافسة النار على دورية لميليشيا أخرى في شارع الزاوية بطرابلس، وأضافت أن إطلاق النار جاء وسط حشد للجماعات المتحالفة مع باشاغا حول العاصمة، لا يمكن التحقق من المطالبة بشكل مستقل.
– اشتباكات الميليشيات شائعة في طرابلس.
– وفي الشهر الماضي قتل ما لا يقل عن 13 شخصًا في قتال بين الميليشيات.
– وفي مايو، حاول باشاغا تنصيب حكومته في طرابلس، مما أدى إلى اشتباكات انتهت بانسحابه من المدينة.