| قصة 35 عاما قضاها عم «ناصر» مع الأراجوز: «بحافظ عليه من الاندثار»

استيقظ من نومه كعادته استعدادًا للذهاب إلى المدرسة، لم يكن يشغل عقله شيئًا من هموم الدنيا كونه طفلًا صغيرًا ما زال يدرس، وفي أثناء ذهابه إلى مدرسته لفت نظره شيئًا لم يكن في حسبانه أنه سيغير مجرى حياته، إذ لعبت الصدفة دورًا في حياة «عم ناصر»، ليصبح واحدًا من أهم مدربين لاعبي الأراجوز في مصر، ويبدأ في تعليم العديد من الشباب مؤخرًا، فن الأراجوز بهدف المحافظة عليه من الاندثار.

رحلة عمرها 35 عامًا، خاضها ناصر عبدالتواب مع «الأراجوز»، إذ كانت بداية تلك الرحلة الفريدة من نوعها عندما كان عمره 12 عامًا، حيث كان يتدرب في مركز شباب إبراهيم بك بمنطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، ثم أصبح عضوًا في قصر ثقافة شبرا الخيمة في عام 1979، وبعد ذلك تدرب مع فرقة «الطيف والخيال» تحت قيادة بهاء الميرغني، وتعلم فن تحريك العرائس في عام 1987، بحسب حديثه لـ«».

رحلة «عم ناصر» مع الأراجوز 

انضم «ناصر» بعد ذلك لفرقة «الأراجوز والظل»، وكان يؤدي البروفات مع أفراد تلك الفرقة على نفقاتهم الخاصة، ووقف أمامهم عائق تعلم فن لعب الأراجوز، ليشتروا من أحد اللاعبين في فترة الثمانينات وبداية التسعينات، «الأمانة» وهي التي تستخدم في إظهار صوت المعدني المميز لـ«الأراجوز»: «هي عبارة عن قطعتين من المعدن النحاس أو الستانلس بينهم شريط قطن، عامل زي الآلة الوترية بننفخ فيها، وبيحصل اهتزاز للشريط فيعمل الصوت النحاسي أو المعدني اللي الناس بتسمعه»، لاقى الأمر مع الوقت نجاحًا مقبولًا ليبدأ الناس في الانجذاب لتلك الدمية وتحصد إقبالًا كبيرًا وشهرة: «بدأنا نخاطب الأطفال بشكل خاص ونشكل وعيهم ونتواصل معاهم ونناقشهم في القضايا المختلفة».

 كون «ناصر» فرقة «الأراجوز المصري» للعرائس عام 2006 بقصر ثقافة شبرا الخيمة، وفي عام 2007 عمل بالمركز القومي لثقافة الطفل: «في 2018 لقيت إن لعيبة الأراجوز بيقلوا، وقدمت مقترح لوزارة الثقافة إننا نعمل اليوم الشهري للأراجوز ويكون هو همزة الوصل بين لاعيبة النوع ده من الفن وفي نفس الوقت يكون ملتقى للأطفال والكبار كمان خاصة بعد وضع اللون ده من الفن على قائمة الصون العاجل من اليونيسكو، وتمت الاستجابة لينا من الدكتورة إيناس عبدالدايم في 2021».

«عم ناصر»: الأراجوز أقرب الأشكال التراثية تواصلًا مع الناس

يعمل الفنان حاليًا في الحديقة الثقافية للطفل بالسيدة زينب، ويعتمد في العروض التي يقدمها من خلال فرقته على فكرة المسرح التفاعلي: «الأراجوز أقرب الأشكال التراثية تواصلًا مع الناس، ولازم يخاطب الناس بلغتهم الحالية، وأنه يصنع وعي الأطفال، الأراجوز وسيلة لمناقشة القضايا بشكل مبسط للأطفال – الأراجوز التوعوي والتربوي، الأراجوز يخطأ والأطفال بتصحح ليه، فكرة إني أوعيهم إني ما اشخبطش على الحيطة بتاعة الفصل، أنا هنا بحافظ كده على جزء كبير من جمال بلدي، لما تحيي العلم بتحافظ على انتمائك للبلد دي».

«محتاجين على الأقل مليون حد بيلعب أراجوز».. أمنية يحلم بها «ناصر» للحفاظ على ذلك النوع من الفن الفريد من الاندثار: «بنحاول برعاية وزارة الثقافة برئاسة الدكتورة نيفين الكيلاني، إننا نعيد استلهام هذه العروسة، ومن خلال العروض اللي بنقدمها بنربي ونوجه ونشكل وعي وجدان الطفل، وأن في وسائل جذب مصرية ممكن تاخده من التابلت والسوشيال ميديا».