بخلاف الرياضات التقليدية التي يسعى غالبية الشباب لممارستها منذ الصغر ككرة القدم، اتجه آخرون لممارسة رياضات مختلفة، مثل الكانوي والكاياك، المتفرعة من التجديف، والتي تحتاج للياقة بدنية عالية، والتدريب لعدة مرات في اليوم، بالإضافة إلى مواجهة مخاطر الأمواج في فصل الشتاء.
تواصلت «» مع عدد من ممارسي رياضتي الكانوي والكاياك للتعرف على ماهية اللعبة، والفوائد التي حققتها لهم، فضلًا عن البطولات التي استطاعوا أن يحرزوها.
«مهما انشغلت عن اللعبة برجعلها تاني»، بتلك الكلمات بدأ العشريني أحمد الحلوجي، مدرب رياضة الكانوي والكاياك، حديثه مع «»، موضحًا أن تلك الرياضات متفرعة من التجديف، ويكمن الفارق بينهما في اختلاف تكنيك حركة المجداف وجسم اللاعب: «لاعب الكانوي بيجدف بالمجداف في جنب واحد اليمين أو الشمال حسب راحته، وبيعتمد على عضلات رجله في الحركة»، أما بالنسبة للاعب الكاياك فهو يجرى التجديف بمجداف واحد في الجانبين ويعتمد على عضلات الجسم العلوية في الحركة، ويمكن أن يحوي القارب شخص واحد أو اثنين أو 4.
فوز الحلوجي بعدة بطولات قبل اتجاهه للتدريب
مارس كابتن الحلوجي رياضة الكانوي والكاياك منذ طفولته، حتى استطاع أن يلعب في منتخب مصر ويحصل على عدة مراكز وميداليات: «في 2019 حصلت على المركز الأول في بطولة الكايك العربية، والثاني في بطولة النيل الدولية، والسادس في بطولة أفريقيا»، إلا أن ظروف دراسته في كلية التجارة، جامعة بورسعيد، أجبرته أن يترك اللعبة لبعض الوقت: «ركزت في دراستي لحد ما اتخرجت واشتغلت في بنك»، ليعاود تمرينه مرة أخرى في فترة انتشار وباء كورونا، ويحصل على مركز أول في بطولة الجمهورية لعام 2020.
بدأ أحمد في تدريب رياضة الكانوي والكاياك لمحبي تلك الرياضات في أحد نوادي بورسعيد منذ عامين، حتى استطاع تأهيلهم لعدد من بطولات الجمهورية والبطولات المحلية: «بعمل خطة أدرس بيها كل شخصية والتمرين الملائم ليها»، مشيرا إلى أنه يدرب الفريق الواحد مرتين أو 3 يوميًا، يبدأ الأول في الرابعة فجرًا مع شروق الشمس.
تحول الكاياك من هواية لهدف كبير
أستجاب صاحب الـ17 عاما، عبدالرحمن فواز، لاعب منتخب مصر، لرغبة والده في تعلم رياضة مختلفة، حتى استقر كلاهما على ممارسة «الكاياك»، لتتحول معه خلال عامين من مجرد هواية لحلم كبير يسعى لتحقيق إنجازات به: «بدأت أمارسها من آخر 2019.. ولما حبيتها قررت أشتغل على نفسي وحلمت أكون ضمن المنتخب»، حتى أستطاع أن يشارك في بطولة كأس مصر العام الماضي، ويحقق 5 ميداليات فضية، وميدالية برونزية، كما حصل على ميداليتين ذهبية وبرونزية ببطولة الجمهورية، في العام ذاته.
«الكاياك غير فيا حاجات كتير»، فتعلم منذ اليوم الأول لممارسة هذه الرياضة أن يكون شخصا مسؤولا يلتزم بالمواعيد المحددة للتمرين، كما علمته أن يصبح شخصا اجتماعيا، يتعامل مع أعمار وفئات مختلفة: «شخصيتي اتطورت لما بدأت أحتك بلاعبية وكباتن كتير»، كما تعلم أن يضع هدف ويسعى للوصول إليه مهما كانت الصعوبات التي تواجهه: «أصعب حاجة بتواجهنا الموج العالي في الشتا.. بنتعب علشان نعرف نكمل التمرين».
احتياج الكانوي للياقة بدنية عالية
ممارسة السباحة شجعت يوسف جابر، 17 عاما، على أن يفكر في ممارسة رياضة الكانوي، لأنها أحد الرياضات المائية التي لن تبعده عن ممارسته للسباحة، ونتيجة لاحتياج رياضة الكانوي للياقة بدنية عالية، قرر أن يشترك في أحد صالات الألعاب الرياضية ليؤهل لنفسه للتعامل مع المجداف وأمواج البحر، مع التزامه بنظام غذائي محدد يجعله يمارس رياضة الكانوي بخفة وسهولة: «بصحى الفجر أكل موزة وأشرب كبايه قهوة وأنزل التمرين»، مع تأكيده على أهمية أداء تمارين الإحماء قبل نزول القارب حتى لا يتعرض اللاعب للإصابة.
«أنا داخل ثانوية عامة والتمرين هو الحاجة الوحيدة إللي بتشجعني على المذاكرة»، هكذا يؤكد يوسف في حديثه مع «»، ونتيجة لتميزه استطاع أن يلتحق باللعب في منتخب مصر لرياضة الكانوي منذ حوالي 5 أشهر، ويستعد حاليًا للمشاركة في بطولة النيل الدولي المقبلة: «نفسي أشوف نتيجة تعبي وأحصل على ميدالية».