| «أحمد» مصور شاب يهدي ألبوم صور لروح جدته: «كانت الموديل اللي شجعتني»

يقف ساعات طويلة في حي أو منطقة يختارها، منتظرًا لحظة مميزة يلتقطها بعدسة كاميرته، إذ اكتشف العشريني «أحمد منصور» حبه لمجال التصوير بالصدفة خلال تجربته تصوير جدته في منزلها بالبحيرة، وهي تقوم بالأعمال المنزلية، لتكون بذلك طاقة النور التي كشفت عن موهبته وشغفه، لينطلق بعد ذلك باحثًا عن وجه جدته في الكثير من الأشخاص التي يقوم بتصويرها.

لم يفكر أحمد أن يمتهن التصوير من قبل نظرًا لدراسته العملية في كلية الهندسة، في جامعة الإسكندرية، كما روي لـ «»، حيث لم تترك له الدراسة بالكلية المجال حتي يفكر بالبحث عن شغفه، موضحًا: «البداية كانت من صديق بيحب التصوير، دايمًا كان بينزل صور تعجبني على فيسبوك فحبيت أجرب»، حتى طلب من جدته أن تساعده من خلال تصويرها بأكثر من زواية عند قيامها بأعمال الطبخ أو التنظيف في المنزل.

جدته تؤدي دور «الموديل»

«بدأت أصور من 3 سنين، وجدتي الله يرحمها كانت الموديل بتاعتي»، وعندما عرض صور جدته على أصدقائه فوجئ بإعجابهم الشديد بها، واقترحوا عليه أن ينضم إلى عدد من «جروبات الفيسبوك» الداعمة للمصورين الشباب، حتى قرر أن يتوسع في نشاطه متجولًا بين الأزقة والشوراع في عدد من المحافظات ليختار اللحظة المناسبة التي تستحق التصوير، حسب تعبيره.  

كان أحمد يشعر بالسعادة عندما يلتف جيران ومعارف جدته حولها ليشيدوا بالصور التي التقطها لها في المنزل: «كانت فرحتها هي الداعم إني أكمل تصوير»، وسعى أن يطور من نفسه دائمًا من خلال حضور عدد من معارض التصوير للإطلاع على الأعمال الفنية المميزة التي يقدمها المصورين المصريين والأجانب.

البحث عن لقطة تستحق التصوير

أكثر ما يحب أحمد تصويره هي وجوه الناس في الشارع، واللقطات غير المتوقعة: «بحب أصور لقطات تأطيرية، اللي بيظهر فيها الشخص أو المشهد جوة إطار زي فتحة شباك أو دايرة مثلًا»، ولكي يحصل على لقطة مختلفة يظل واقفًا ساعات طويلة في شارع أو حي منتظرًا شخص يمر بزاوية تصوير معينة حتى يعطيه الصورة التي يحلم بها: «فيه أفكار في دماغي من سنين ولسة مجتش اللحظة اللى تتفذ بالشكل إللي عايزه».

إهداء ألبوم صور لروح جدته

 شارك أحمد بصوره في عدد من معارض التصوير مثل معارض ساقية الصاوي في القاهرة، ومعرض نادي عدسة في الإسكندرية، واستطاع في تلك الفترة القصيرة أن يحصل على مركز أول في تصوير البورتريه بمسابقة DJI  للتصوير في الكويت:« الهندسة بالنسبة لي مجرد دراسة، لكن شغفي ومستقبلي شايفه في التصوير».

لم ينس أحمد اللقطات الداعمة التي أهدتها له جدته قبل وفاتها، منذ عام واحد، لتترك في ذاكرته حب وتشجيع لا حدود له مع كل لقطة مختلفة يصورها في الشارع: «أكتر واحدة كانت بتنفذ طلباتي المجنونة بكل سعادة»، ولذلك قرر أن يهدي لروحها ألبوم صور يحوي أفضل الصور التي إلتقطها منذ بدايته: «إهداء لأجمل ضحكة وأخف روح وملهمتي الأولى والأخيرة».