جانب من الأزياء التراثية
أزياء تراثية ذات طابع عصري من خلال رسم الموتيفات الجنوبية والفرعونية وأشهر الرموز المرتبطة بالفن الشعبي، تصممها خريجة الفنون الجميلة «إسراء عصام» ابنة محافظة الأقصر قبل نحو ثلاثة أعوام، كنوع من إحياء التراث وتعزيز الهوية المصرية والحفاظ عليها.
إسراء عشقت الأزياء منذ الطفولة
إسراء عصام، تخرجت في كلية الفنون الجميلة قسم التصوير عام 2020، عشقت تصميم الملابس منذ نعومة أظافرها، حتى خطرت ببالها فكرة إنشاء براند الملابس في العام الثالث من دراسة الفنون، تقول لـ«»: «أنا دخلت فنون عشان مجال الأزياء واكتشفت بعد ما دخلت إنّ مفيش قسم للأزياء، فدخلت قسم تصوير عشان أدرس تشريح وإيدي تاخد على رسم الموديل كويس من غير عشوائية».
بدأت الفتاة العشرينية مشروعها للرسم على الملابس بـ11 قطعة والذي اختارت له اسم «كيڤوك» عام 2019، وذلك كنوع من أنواع التجربة، إذ تلقت الدعم في بداية طريقها من أحد أصحاب المحال المتخصصين في الحياكة بمنطقة السوق السياحي في الأقصر: «قولت له عايزاك تساعدني في الخياطة وهو كان متحمس وشجعني وعملي أول كوليكشن عبارة عن 11 قطعة».
الهدف من الرسم الذي يحمل طابع التراث الفرعوني كان إثارة تساؤلات البعض بهدف إبراز الهوية المصرية من خلال الموتيفات الجنوبية والفرعونية والتي تشغل حيزًا كبيرًا على قطعة الملابس: «الفكرة بتاعتي إحياء التراث من خلال إني أكون ماشية لابسة لوحات والناس تسألي إيه ده فـ أحكيله عن بلدي وأحكيله زهرة اللوتس يعني إيه وأتكلم شوية عن التاريخ بتاعنا».
حب إسراء في الخيش، دفعها للسفر إلى القاهرة، إذ وجدته يباع في محلات الأقمشة عبارة عن «توب» كامل، فقررت أن تدمجه داخل قطع الملابس وأيضًا الإكسسوارات المرفقة بالقطعة: «بدأت كمان أدخل الخيش في إكسسوارات قطعة الملابس زي الشنطة والحلي عشان أكون عاملة مكملات الأناقة بالكامل والبنت تكون لابسة القطعة بإكسسوارها وشنطتها وكل حاجة».
نجحت إسراء أن تبيع الـ11 قطعة، والتي لاقت انتشارًا ورواجًا كبيرًا، دفعتها لتستكمل مشوارها الذي بدأته بتصميم مجموعة من الأزياء الصيفية والشتوية، وراحت تتنقل بين الأقصر والقاهرة والساحل الشمالي لعرض منتجاتها، إذ شاركت الفتاة العشرينية في معرض ديارنا الساحل الشمالي خلال العام الماضي: «كنت عايزة الشغل بتاعي يكون حيّ أكتر وأشوف تعليقات الناس، والناس تشوف شغلي وأبدأ أظهر وحاولت أشتغل على نفسي أكتر».
صعوبات وتحديات واجهت «إسراء» أبرزها الجانب المادي وضعف العائد: «أنا كنت باخد من ماما فلوس وبرجع لها الفلوس أول ما أبيع فمكنتش حاسة بمكسب أوي»، بحسب إسراء جمال والتي أوضحت سبب تسمية البراند قائلةً: «أنا بحب فلسطين والاسم أصله كردي استعارته من مسلسل فلسطيني، وابتديت أتعرف بإسراء كيڤوك وقررت إني هعمل شركة أزياء هسميها كيڤوك».
مشاركة إسراء في معارض ديارنا وتراثنا ومنتدى شباب العالم
وإلى جانب نجاح «كيڤوك» والإقبال على القطع المُصممة، بدأت إسراء في المشاركة بالعديد من المعارض أهمها معرض تراثنا وديارنا، كما حصلت أيضًا على دعوة لحضور منتدى شباب العالم في نسخة العام الماضي: «شاركت في معرض تراثنا اللي فات وكنت أصغر مصممة أزياء في ديفيليه هاني البحيري، وشاركت في منتدى شباب العالم ضمن جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة».
كانت الإعلامية دعاء فاروق وجيهان خليل من أبرز المشاهير اللاتي ارتدين قطعًا مصممة بأيدي «إسراء»، والتي تعكف حاليًا على تصميم العديد من القطع المختلفة وغير التقليدية، وإنشاء كورسات تعليم الرسم على الملابس وإعادة التدوير: «احنا عندنا هدوم كتير في الدولاب ممكن نستغله ونعيد تدويرها ونصلحها ونبطل نمشي ورا الموضة».
وفي المستقبل تطمح أن تُنشئ أول مصنع يخدم الوجه القبلي وجميع محافظات الصعيد ومساعدة الناس في الحصول على فرص عمل: «نفسي يكون عندي مصنع يخدم الناس في الصعيد بدل ما بنلجأ لورش برة في القاهرة والوجه البحري، وفي نفس الوقت يوفر فرص عمل للناس خاصة الأرامل وربات البيوت».