مساحة ضيقة، لا تزيد عن مترين، بمنطقة التجمع في القاهرة الجديدة، تنيرها أشعة الشمس المشرقة يوميا كل صباح، لتغذي نباتاتها العديدة التي تتكاثف داخلها الورود والزهور، تجاورها فروع لـ«الورد البلدي»، والنعناع وحتى الطماطم والمانجو.
نبيه الجنادي، 28 عامًا، بدأ زراعة البلكونة قبل أشهر قليلة باستخدام إحدى نباتات الزينة، التي لاحظ نموها بشكل سريع، أضفت بهجة وشكلًا جماليًا داخل الشرفة، ما دفعه نحو زراعة المزيد من النباتات، يقول لـ«»: «أول ما الزرعة بدأت تكبر، لقيت نفسي بجيب زرع تاني بعد ما حسيت إني حبيت شكله جوة البلكونة وحسّن من حالتي المزاجية».
ريحان وصبّار وورد بلدي داخل البلكونة
حرص «نبيه» على زراعة مختلف النباتات، من النعناع والريحان والصبار والفل والورد البلدي، فضلًا عن الطماطم والفلفل، فيهتم يوميا بريّه وتقليب التربة لمساعدة البراعم على التنفس ووضع المواد الطبيعية الخاصة للإنبات: «وزارة الزراعة فيها كل أنواع البذور، وبالنسبالي باخد البذور من الأكل زي الطماطم والفلفل والمانجة».
كما قرر الشاب العشريني أن يضيف لشرفته جانبًا شهيًا آخرًا بزراعة المانجو، وبعض النباتات التي أضفت رائحة عطرية داخل الشرفة وكامل منزله: «من وقت ما بدأت أزرع بقت البلكونة والشقة ريحتها حلوة طول الوقت ونفسيتي بقت أحسن، ممكن أقضي وقت طويل في البلكونة بنقل الزرع وأرويه وأتفرج عليه، غير إنّه قضى على الناموس والحشرات عندي».
آيسل تحوّل البلكونة إلى جنينة
أما آيسل مصطفى، قررت أن تحوّل الشرفة من منطقة مهجورة داخل المنزل إلى مكان يُضفي بهجة ورائحة مميزة، خاصةً بعدما كانت تمر بفترة من الاكتئاب والعزلة دفعتها إلى تلوين البلكونة وإضافة بعض الرسومات على الجدران وتزيينا بالمزيد من الزرع والورود: «البلكونة عندي كانت مهجورة وفي فترة كنت مكتئبة فقررت أبيّضها وألونها وأرسمها وأزرعها وأجيب مرجيحة كمان».
فرش وأكلريك، استخدمتها الفتاة العشرينية لتجميل السور، بعد أن استعانت بـ«رولة» وبياض بلاستك للبياض، وأُصص تحمل أنواعًا مختلفة من الزرع ربطتها باستخدام الأسلام الحديدية خارج سور البلكونة لتُضفي شكلًا مميزًا يوازي الزرع المُعلق بالداخل.
أنواع مختلفة من نباتات الظل والزينة والريحان والبونسيانا والجوري والإيفوربيا والفل والياسمين والنعناع والزعتر، حرصت «آيسل» أن تكون في شرفة منزلها، كما حرصت على العناية بهم والاهتمام بريّهم من وقت لآخر، خاصة وأنّ تعتمد على مجهودها الشخصي: «أنا مكانش ليا أوي في الزراعة وبدأت أسأل وأدخل على جروبات بتهتم بالزراعة وأخد معلومات عشان الزرع ميموتش».