وفود عربية وأجنبية من كل مكان في العالم، تخضع للصمت مدة 45 دقيقة، للحصول على جلسات علاجية للاسترخاء وتجديد الحيوية داخل الجسم، بغرف صخور ملحية تسمى بـ«كهف الملح»، نوع من العلاج الطبيعي والسياحة العلاجية، التي تشتهر بها مصر.
يحكي يوسف محمد، عامل في أحد كهوف الملح بمصر منذ 4 سنوات، الذي يعد الأكبر للجلسات العلاجية والاسترخاء في مصر، قائلًا إن الكهف يحصل على مخزون الملح في شهر مايو كل عام، من بحيرات الملح الطبيعية في سيوة، عن طريق شاحنات محملة بنحو 155 طن ملح، لتغطي كهفًا مساحته 550 مترًا، إذ يتكون من غرف عديدة وكبيرة الحجم، تغطى بالملح حتى الاستكفاء، وتحتوي على «شزلونجات»، تعمل على امتصاص الطاقة السلبية من جسم الإنسان، موضحًا: «كل فترة بنزود الملح في الغرف، هو صالح للاستخدام عدة مرات».
قواعد صارمة بغرف الملح
هناك قواعد معينة داخل غرف الملح، منها عدم استخدام الهواتف، لتوفير الهدوء التام للآخرين أثناء خضوعهم للجلسة، مع إضاءات خفيفة جدًا وإضاءة زرقاء في سقف الغرفة، وفقًا لـ«يوسف» الذي أضاف: «بنوفر الراحة والهدوء للعملاء بأي شكل، عشان كدا ممنوع المكالمات أو الإضاءة العالية أثناء الجلسات».
الدفن بالملح أنواع
تتخصص غرف الملح في عدة مجالات، منها دفن القدم في الملح، وقبل الدخول يستلزم تعقيم اليدين، ومدة أي جلسة ساعة إلا ربع، وبعد الانتهاء ينصح بعدم تعرض الجسم للمياه، لمدة لا تقل عن ساعة، حتى لا يبطل مفعول الجلسة: «الدفن في الملح بيبقى أكتر في فصل الصيف، وبنبدأ شغل من الساعة 9 صباحًا حتى 4 فجرًا».
علاج طبيعي لبعض الأمراض
الدفن في الملح يولد الشعور بالراحة والاسترخاء، وأغلب من يتعرضون له، يعانون الخشونة والهشاشة، وبعض الأمراض الجلدية والتنفسية، فتعمل الجلسات على تحسين الدورة الدموية: «دا يعتبر نوع من العلاج الطبيعي، في ناس بتبقى حابة الدفن في الملح، وفي تحت إشراف طبيب».
أغلب الوافدين على كهف الملح، سياح من مختلف الدول العربية والأجنبية، يحجزون غرفًا لمجموعات كبيرة نحو 20 فردًا: «الوفود اللي من خارج مصر أكتر من المصريين، بيبقوا مع بعض في أتوبيس».