لم يعد الموقف الإيراني الهادف لتأجيج الصراع ودعم الفوضى والإرهاب في اليمن خفياً على أحد في ظل الدعم العسكري واللوجستي والإعلامي والسياسي الذي يقدمه نظام طهران لمليشيا الحوثي الإرهابية بالتنسيق مع تنظيمي «القاعدة وداعش».
ورغم ذلك، يحاول وزير خارجية نظام الملالي حسين أمير عبداللهيان الظهور بمظهر الحريص على اليمنيين عندما يقول إن «الشعب اليمني وحده معني بتقرير مصير بلاده» وهو حق يراد به باطل، فالداني والقاصي يعلم أن الحوثي مجرد «دمية» في يد طهران، وأنها من تزود المليشيا بخبراء الحرس الثوري والألغام والمسيرات ومختلف أنواع الأسلحة المهربة.
وفي هذا السياق، فند مدير المكتب الإعلامي لمحافظة الحديدة علي الأهدل لـ«»، مزاعم عبداللهيان، مؤكدا أن بلاده تؤجج الحرب ولا تريد السلام في اليمن، إذ إن خبراء طهران يعملون بشكل ميداني في تدريب وتوجيه المليشيا وزراعة الألغام في الحديدة، فضلا عن استغلال الجوانب الإنسانية لتحقيق مخططاتها الإرهابية.
ولفت إلى أن لقاءات المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غرندوبرغ مع وزير الخارجية الإيراني والتي جاءت بعد رفض الحوثي تنفيذ بنود الهدنة، تمثل تأكيدا واضحا أن المليشيا تدار من طهران وهو ما لم يخفه «اللهيان» في تصريحاته، عندما أصر على ضرورة تنفيذ مطالب المليشيا وعدم الالتفات لمطالب الشعب اليمني.
وأكد الأهدل أن تصريحات وزير خارجية الملالي فضحت الحوثي، إذ كشفت أن ما يصدر عن المليشيا من مواقف إنما تجيء بتعليمات صادرة من إيران ما يثبت أنه لا علاقة للحوثي لا باليمن ولا بشعبه ولا بجهود السلام.
وإذا كان «اللهيان» يتباكى على مصير 20 مليون امرأة وطفل ورجل يمني وهم يواجهون ظروفا عسيرة من أجل الحصول على أبسط متطلبات الحياة مثل الدواء والغذاء والمياه الصحية للشرب، فإن عليه بحسب الأهدل إخراج خبراء بلاده من صنعاء ورفع يدها بشكل كامل عن التدخل في شؤون بلادنا وتسليم خرائط الألغام وتركنا نعيش بسلام بدلاً عن الحروب والصراعات.
ورجح الأهدل أن يكون المبعوث الأممي عاد بـ«خفي حنين» من طهران في ظل تأكيد عبداللهيان على شروط المليشيا المتمثلة في السماح لها بتهريب الأسلحة وعدم مراقبة تحركاتها في المياه الإقليمية والدولية وفي رحلات الطيران.
وجاءت التصريحات الإيرانية في الوقت الذي قصفت مليشيا الحوثي أحياء سكنية في شرق وشمال محافظة تعز بالأسلحة الثقيلة والقذائف رغم الهدنة، فيما قبضت الأجهزة الأمنية على قيادي حوثي دخل متنكراً إلى وسط مدينة تعز بهويات متعددة في محاولة لنشر الإرهاب والفوضى.