جميع المؤشرات الميدانية والسياسية التي تُحيط بقطاع غزة، تؤكد أن رياح حرب وتصعيد شديدة تقترب كثيرًا من بعيد، خاصة في ظل التهديدات الإسرائيلية المتكررة بأنها “لم تُشفي غليلها” من الجولة الأخيرة.
فالأوضاع حتى هذه اللحظة لم يتغير فيها سوى انقطاع صوت إطلاق النار والصواريخ، وتناقل وسائل الإعلام لصور الضحايا الفلسطينيين من هول المجاز التي أُرتكبت في القطاع على مدار 11 يومًا، واعترف جيش الاحتلال بأنه استخدم “القوة المفرطة”.
فلا تزال في شوارع غزة أثار الدمار في كل مكان، والأوضاع الاقتصادية لم تتحسن بل زادت سوءًا فوق سوء، ومساحة الصيد لم تتغير ولا يزال الصيادين يشقون لقمتهم في البحر “بحسب مزاج إسرائيل” بتحديد مساحة الصيد، وواقع الكهرباء الصعب كما هو، فالجميع يتساءل بغزة، ماذا جرى؟، وماذا سيجري لنا قريبًا؟
خلال فترة انتهاء الحرب على غزة وحتى هذه اللحظة، لم تتوانى إسرائيل وقادتها وحتى محلليها وإعلامييها، على إطلاق رسائل التحذير والتهديد، بجولة حرب طاحنة على قطاع غزة “تُشفي الغليل”، في حين ذهب البعض لأبعد من ذلك حين حدد الـ”60 يومًا” المقبلة موعدًا لإشعال جولة تصعيد جديدة، وفق ما كشفه موقع “واينت” العبري نقلا عن مصادر أمنية وسياسية.
مصر حتى هذه اللحظة، ووفقًا لمعلومات حصرية حصلت عليها “رأي اليوم”، لم تثبت جيدًا اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة “حماس” والمقاومة من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، وتعتقد أن الأوضاع قد تتجه بأي لحظة لتصعيد خطير ودامي.
ووفق تلك المعلومات فإن هناك 4 ملفات لا تزال شائكة موضوعة على طاولة المفاوضات، حتى اللحظة لم يُبت بها بشكل نهائي، والفشل في التوافق عليها يعني قلب الطاولة والدخول بمرحلة صعبة بدايتها سيكون التصعيد والحرب.
وهذه الملفات، “الخلاف الكبير على آلية إدخال أموال المنحة القطرية لقطاع غزة، وهو ما تعتبره حماس لعب بالنار من طرف إسرائيل، فيما يكمن الملف الثاني بتعامل إسرائيل المفرط في قصف غزة كما جرى قبل أيام، بسبب البالونات الحارقة، وكان الملف الثالث الشائك وهو فشل التوصل لتهدئة شاملة وواضحة تحدد الملامح وخطوات عملية لتخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 15 عامًا، ويشعر أهل غزة بهذا التغير خاصة بعد جول التصعيد الأخيرة التي أسفرت عن مئات الشهداء والجرحى ودمار هائل في البنية التحتية”.
وكانت الحكومة الإسرائيلية هددت حركة “حماس” بشن حملة عسكرية جديدة على قطاع غزة إذا لم يتوقف إطلاق البالونات الحارقة من القطاع باتجاه المناطق الإسرائيلية.
وذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية الخاصة أن الوفد الإسرائيلي الموجود في القاهرة حاليا بعث رسالة إلى حركة حماس عبر الاستخبارات المصرية، مفادها أنه في حال عدم توقف إطلاق البالونات الحارقة من القطاع باتجاه أراضيها فستكون هناك “حارس الأسوار-2″، في إشارة إلى العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في غزة، والتي أطلقت عليها إسرائيل اسم “حارس الأسوار”، في حين أطلقت عليها المقاومة اسم “سيف القدس”.
الملف الرابع وهو أخطرهم يتمثل بتماطل إسرائيل الواضح في إتمام صفقة تبادل الأسرى مع حركة “حماس”، وهو الذي تعتبره الأخيرة إن تحقق انتصار كبير سيُضاعف من أسهمها كثيرًا ويقوي ورقتها محليًا وعربيًا ودوليًأ، رغم أن الاحتلال صب خلال المرحلة الأخيرة توقعاته بقرب انجاز صفقة لكن على أرض الواقع لا جديد وفق تصريحات قادة “حماس”.
وبحسب مواقع عبرية فإن وزير الجيش الإسرائيلي “بيني غانتس” لا زال مصرًا على المعادلة التي صرح بها بعد المعركة الأخيرة، وهي عدم السماح بإدخال البضائع للقطاع عدا الوسائل الطبية، مشترطاً عودة الوضع إلى سابق عهده باستعادة الأسرى.
وفي هذا السياق قرر “غانتس” عدم السماح بتحويل أموال الإعمار إلى حركة حماس في قطاع غزة، وتعزيز دور السلطة الفلسطينية في هذا السياق، وتحويل الأموال للقطاع عبرها سعياً لتعزيز مكانتها حيث لوحظ مؤخراً تناغم السلطة مع هذا القرار بإصرارها على أن يمر الإعمار عبرها.
فيما تطلق فصائل المقاومة بغزة بين الحين والأخر تهديداتها بان “المعركة المقبلة مع الاحتلال ستختلف عن سابقاتها، وان المقاومة تملك مفاجئات ستبهر الاحتلال في نجاعتها ودقتها وقوتها”.
وأمام هذه السيناريوهات المعقدة المطروحة، يبقى التساؤل المطروح على الساحة، هل ستُشعل جولة تصعيد قريبة في غزة؟، أم ستنجح مصر في وقف شرارتها في اللحظة الأخيرة؟
هل لديك سؤال؟
تابعنا على السوشيال ميديا او اتصل بنا وسوف نرد على تساؤلاتك في اقرب وقت ممكن.