انتقدت صحيفة عبرية بشدة طريقة تعامل جيش الاحتلال الإسرائيلي مع ملف إعدامه مراسلة قناة “الجزيرة” القطرية، الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، متهمة إياه بأنه يعتمد “سياسية الأكاذيب” في التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة.
وفجر الأربعاء 11 أيار/ مايو 2022، قتلت أبو عاقلة برصاصة قناص إسرائيلي في رأسها مباشرة، خلال تغطيتها اجتياح الجيش لمخيم جنين، رغم أنها كانت ترتدي السترة الزرقاء التي تؤكد هويتها الصحافية، وكتب عليها باللغتين العربية والإنجليزية بشكل ظاهر “صحافة” و”PRESS”، وفيما بعد اعتدت قوات الاحتلال على جنازتها.
وأوضحت “هآرتس” في افتتاحيتها اليوم، أن “الجيش الإسرائيلي احتاج إلى 4 أشهر وجملة التواءات كي يعترف بما كان واضحا بما يكفي غداة الحادثة؛ فالصحافية الفلسطينية أبو عاقلة أصيبت بنار الجيش الإسرائيلي”.
وقالت: “بعد أن ألقت تحقيقات شبكة الجزيرة، ومفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وشبكة سي إن إن، ونيويورك تايمز ومؤسسات أخرى، المسؤولية عن القتل على الجيش الإسرائيلي، فإن الأخير في تحقيقه توصل إلى استنتاج مشابه، واعترف أخيرا بأن أبو عاقلة أصيبت – باحتمالية عالية – بنار جندي إسرائيلي”.
ولفتت الصحيفة إلى أن “روايات الجيش الإسرائيلي قطعت طريقا طويلة من النفي إلى الاعتراف، وفي اليوم الذي قتلت فيه قال الناطق بلسان الجيش ران كوخاف: المسافة تُبيّن أنها أصيبت على ما يبدو بنار فلسطينية، لكني أقول هذا بحذر لأننا لم ننه الفحص بعد”.
وأضافت: “بعد يومين أوضح الجيش، أنه يحتمل أن تكون الصحفية أصيبت بنار الجيش الإسرائيلي، لكنه تحفظ وأضاف: لا يمكن تحديد مصدر النار التي قتلت منها”، والآن، وبحسب نتائج التحقيق، فإن الصحفية قتلت وباحتمالية عالية بيد جندي من وحدة المستعربين دوفدفان الذي أطلق النار عليها بالخطأ من خلف فوهة إطلاق النار في سيارة محصنة من طراز “دافيد” بواسطة بندقية رصاص مزودة بموجه تلسكوبي”.
وأكدت “هآرتس” أن “اعتراف الجيش الإسرائيلي ليس كاملا، وليس فيه أخذ مسؤولية حقيقية، والتحقيق لا يستبعد إمكانية أن تكون أبو عاقلة أصيبت بنار فلسطينية، والنائبة العسكرية الرئيسية لن تفتح تحقيقا شرطيا ضد من أطلق النار على الصحفية، ومع ذلك، فإن الاعتراف هام على خلفية محاولة الجيش اتهام الفلسطينيين بالمسؤولية عن موتها والتملص من خلال روايات مخففة للحقيقة”.
ورأت أن “هذا هو سجل إنهاء مناسب لولاية رئيس الأركان أفيف كوخافي، الذي تبنى الجيش الإسرائيلي تحت قيادته سياسة الأكاذيب في وسائل الإعلام، فالمعاملة الشوهاء للصحفيين وصلت إلى ما بدا ظاهرا كتضليل حقيقي خلال حملة “حارس الأسوار” (العدوان على غزة عام 2021 والذي استمر 11 يوما)، حين أطلعت وحدة الناطق بلسان الجيش المراسلين الأجانب (وليس وسائل الإعلام المحلية) على أن قوات برية تدخل لغزة”.
وأوردت الصحيفة العديد من المواقف التي تؤكد اعتماد “جيش التلفيق الإسرائيلي” ما أطلقت عليها “سياسة الأكاذيب” التي اعتمدها قادة الجيش، ومنها ما تحدث سابقا عن مزاعم دخول بري للقوات الإسرائيلية لقطاع غزة، وذلك “بهدف أن تصل المعلومة إلى “حماس” وتدفع قادتها إلى الاختباء في “المترو” (الأنفاق) قبيل هجوم سلاح الجو”.
وإضافة لما سبق، فقد أشارت الصحيفة إلى كذب الجيش بأن 5 أطفال فلسطينيين قتلوا خلال العدوان الأخير على القطاع قبل فترة عام 2022، بنيران صواريخ فلسطينية، ومن ثم عاد واعترف بأنهم قتلوا جميعا في قصف إسرائيلي وحشي واستهدفهم بشكل مباشر.
وأعربت “هآرتس” عن أملها أن “يفتح رئيس الأركان الجديد هرتسي هليفي صفحة جديدة في كل ما يتعلق بالعلاقات مع وسائل الإعلام، ويصلح الضرر الذي ألحقه كوخافي في هذه العلاقات، وهذه فرصة أيضا لوزير الأمن بيني غانتس للتنكر لهذه السياسة المفسدة”.