تؤثر التغيرات المناخية على كوكب الأرض بشكل كبير، وظهر ذلك مؤخرًا في موجة الحر غير المتوقعة التي أصابت عددًا من الدول الأوروبية، في الوقت الذي انتشرت فيه الأمطار في دول الخليج في شكل مغاير لطبيعة المناخ السائدة في تلك المناطق.
وحذر خبراء المناخ، أن هذه التغيرات أثرها لا يتوقف على البشر، ولكن يمتد إلى الحيوانات والطيور.
«اليونسكو»: التغيرات المناخية تهدد الكائنات البحرية بالانقراض
وكشفت دراسة صادرة عن اليونسكو، أن التغير المناخي له أضرارًا كبيرة على الحيوانات، فمثلا حاجز الشعب المرجانية الكبير في الساحل الشمالي الشرقي لأستراليا الذي يضم أكثر من 3900 نوع من الشعب المرجانية، به كائنات بحرية مهددة بالانقراض بسبب التغيرات المناخية مثل بقرة البحر والسلاحف الخضراء.
أما تأثير التغيرات المناخية على الحيوانات، صارت تضع بيضها قبل الأوان، وذلك بحسب دراسة صادرة هذا العام نُشرت في دورية علم البيئة الحيوانية، إذ أشار الباحثون إلى أن ارتفاع درجة الحرارة في الربيع، دفع الطيور إلى تغيير دورة الحمل والولادة، وهو ما يعد خطرًا، لأنه قد يسبب انقراض تلك الحيوانات مستقبلًا، بحسب «رويترز».
بينما أكدت دراسة أخرى تم نشرها في دورية «ساينس»، أن التغيرات المناخية كان تأثيرها واضحًا على الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، من حيث انقراض ثلث أنواع الطيور الموجودة هناك وهو ما يقارب 3 ملايين طائر.
من جانبه، قال الدكتور شاكر أبو المعاطي، أستاذ المناخ بمركز البحوث الزراعية، إن التغيرات المناخية تأثيرها يمتد إلى كافة مناحي الحياة، وهو ما قد يكون غير معلوم بالنسبة للبعض، وأول مجال تأقر بالتغير المناخي هو القطاع الزراعي، يليه المجال الحيواني ثم الطيور.
وشرح «أبو المعاطي»: «التغير المناخي يؤثر على الزراعة من حيث نقص إنتاجية محاصيل مهمة، وانتشار أمراض جديدة وحشرات قاتلة للنباتات بالإضافة إلى تغيير مواعيد الزراعة المعروفة لدى المزراعين، وزيادة استهلاك المياه، وهذا التأثير على المصدر الرئيسي للغذاء الرئيسي للإنسان والحيوان، يؤثر بعد ذلك على بقية السلسلة الغذائية التي تشمل الإنسان والحيوان والطيور».
هجرة الطيور وقلة إنتاج الحيوانات، وانتشار الأمراض المميتة بين الحيوانات مثل الحمى القلاعية والوادي المتصدع بين الأبقار والجاموس، من الآثار الواضحة لتغير المناخ، بحسب الدكتور«أبو المعاطي»: «تلك التغيرات تؤثر على حياة الإنسان من حيث قلة الإنتاج الحيواني والزراعي، وللأسف تساهم في تقليل جودة حياة البشر إن لم تكن سببا في قصر حياة كوكب الأرض نفسه».
انقراض الطيور نتيجة لتغير المناخ
ويعتبر تغير شكل هجرة الطيور أبرز مثال على تأثير التغير المناخي، بحسب «أبو المعاطي» قائلًا: «التغير المناخي يغير مسار هجرة الحيوانات، بالتالي يؤثر ذلك على موسم التكاثر، إذ لن نجد أجيالًا جديدة من الطيور وستنقرض».