حب الطبيعة واستكشاف الأماكن الجديدة في صحراء مصر، دفع العشريني «على عزت» إلى ترك وظيفته كمهندس إنتاج في أحد الشركات، حتى يخصص أغلب وقته في التجول داخل محميات مصر الطبيعة، من أجل الاستمتاع بالسماء والجبال والعيون الكبريتية، فضلا عن رصد القمر والنجوم بشكل واضح، بعيدًا عن تكاثف الأدخنة والعوادم في المدن.
التخييم في واحة الفرافرة
«حبيت الناس تشاركني حبي للطبيعة فبدأت أنظم رحلات مع أصدقائي ومعارفي»، بحسب رواية علي لـ«»، ومن أكثر الأماكن التي يحب زيارتها والتجول بها الواحات البحرية، وبصفة خاصة «الفرافرة»؛ إذ اكتشف مؤخرًا مجموعة من الخيم، ذات تراث مختلف على شكل مستعمرات فضائية، تتراص على أشكال دائرية تشبة مركبات الفضاء، بها فتحة من الأعلى لتتيح للقائمين بداخلها رؤية القمر والنجوم في أثناء الاستلقاء، بما شجعه على تنظيم رحلة فلكية لرصد النجوم بواحة الفرافرة.
الاسترخاء والاستمتاع بالطبيعة
أستعان علي عزت بفلكي محترف، صاحبه هو وفريقه ليشرح لهم شكل المجرات وكيفية رصد النجوم، كما علمهم الملاحة لتحديد الاتجاهات في الصحراء دون الإستعانة بـGPS، وبجانب ذلك يساعد الشاب مرافقيه في الرحلة على الاسترخاء من خلال تمارين التأمل والتنفس: «أنا بدرس يوجا في الجمعية الدولية لعلوم الرياضة، عشان أقدر أكون مدرب معتمد عالميًا».
إقبال الكثير من الناس على مشاركة «علي» رحلاته، ساعده على تطوير الفكرة، حتى أصبح ينظم رحلات بشكل أكثر توسًعا، وحمسه ذلك على السير في إجراءات افتتاح شركة سياحة داخلية لتعريف الناس بالأماكن غير المعروفة، التي تعتبر من الكنوز التي لا ينبغي التغافل عن زيارتها، والتعرف عليها عن قرب: «ماشي دلوقت في إجراءات إنشاء شركة سياحة، وهيكون هدفي كل الفئات كبار وصغار».
محاكاة رحلات الفضاء
أراد الشاب العشريني من خلال رحلة رصد النجوم، عمل جولة تحاكي زيارة الفضاء من حيث أشكال الخيم، والاستعانة بتليسكوب لرصد حركة النجوم، بالإضافة إلى توفير بدل فضائية للتصوير ليلًا مع النجوم والقمر.
وأوضح علي عزت، أن واحة الفرفرة مدينة خالية من أي تلوث ضوئي، لعدم وجود أعمدة إنارة، بما أتاح لهم رؤية النجوم بشكل واضح دون الإستعانة بالتليسكوب، مشيرا إلى أنه يذهب رفقة مشاركيه إلى رحلة سفاري والنزول للسباحة في مياه العيون الكبرتيية التي تساعد على الاسترخاء والتخلص من آلام المفاصل.
تشجيع السياحة البيئة والعلاجية
مجموعة أخرى من الرحلات نظمها «علي» داخل الصحراء السوداء الواقعة بمحافظة الوادي الجديد، فضلا عن رحلاته للمحميات الطبيعية والبحيرات المالحة: «حبيت أشجع السياحة البيئية والعلاجية؛ لأن ناس كتير متعرفهاش».
وبجانب ذلك حرص الشاب على أن يُعرف مرافقيه على تاريخ المكان والأودية الأثرية وطبيعة الصخور، حتى يحقق الجميع الاستفادة بمعلومات جديدة بجانب الإستمتاع بالهدوء والطبيعة: «الناس مبتكونش عايزة ترجع شغلها وحياتها.. الرحلة بتخليك في عالم تاني بره حدود الزمن».