القلق والتوتر المصحوب بالخوف، من المشاعر السلبية التي ترهق الإنسان، وتجعله غير قادر على التركيز والقيام بالمهام الحياتية والمهنية بشكل طبيعي، أما الذي يشعر به كل الناس عند زيارة مكان جديد على سبيل المثال، أو عند القيام بتجربة حياتية جديدة بصفة عامة فهو أمر طبيعي، وفقًا لما أكده الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي.
«فرويز» كشف في تصريحات خاصة لـ«» الفرق بين القلق الطبيعي والمرضي، قائلًا إن القلق العادي أو الطبيعي هو شعور نمر به جميعًا عند القيام بالسفر لمكان جديد أو عند التعرف على آخرين، أو دخول الامتحان أو الذهاب لمقابلة شخصية ما في العمل، موضحًا أن هذا القلق يختفي بالتدريج بمجرد التكيف مع البيئة الجديدة أو الموقف: «مع الشعور بالقلق الطبيعي يزيد هرمون النورادرينالين، والذي يتلاشى تدريجيًا ويحل محله هرمونات السعادة كالسيروتونين والدوبامين، بما يساعد الإنسان على التركيز والتعامل بشكل طبيعي».
الشعور بالصداع وألم المعدة
وفيما يخص القلق النفسي المرضي، أوضح «فرويز» أن الإنسان يصاب بهذا النوع من القلق نتيجة عوامل وراثية أو بسبب ضغوط الحياة بما يسبب له زيادة مفرطة في هرمون النورادرينالين: «الشخصية دي بتكون دائمًا متوترة وشايلة الهم».
ومن علامات الإصابة بالتوتر المرضي، انقباض الأوعية الدموية الطرفية، والشعور بالصداع وزغللة العين، واختناق الصدر، بالإضافة إلى تنميل الأطراف والرعشة، فضلًا عن ألم المعدة، والشعور بتقلصات القولون العصبي.
وتابع: «فيه تقرير طبي اتنشر في أمريكا سنة 2019، يفيد بأن 60% من المرضى اللي بيدخلوا العناية المركزة القلبية، بيكون السبب نفسي مش القلب، و40% من المترددين على عيادات القلب مرضى قلق نفسي مش مرضى قلب».
الاعتماد على العلاج الدوائي بجانب السلوكي
لابد أن يذهب المريض بالقلق المزمن إلى طبيب نفسي، حتى يُقيم حالته ويحدد له العلاج المناسب، هذا ما أكده استشاري الطب النفسي، موضحا: «العلاج الدوائي بيجيب نتيجة مع 90% مع مرضى القلق»، ولكن هناك بعض الحالات التي تحتاج إلى العلاج السلوكي المعرفي بجانب الدوائي من خلال عمل جلسات تأملية تمكن الإنسان من السيطرة على الجهاز العصبي اللاإرادي.