| مصريون يعلمون أبناء الجاليات الأفريقية الصنعة.. «ميكانيكا وصيانة موبايل»

في نهار أحد أيام العام الماضي، كانت «ماريا عماد» منشغلٌ بالها بحلم قديم يراودها من حين لآخر، فاتخذت قرارا باغتنام وقت الفراغ الذي بات الجميع مجبرا عليه جراء الحظر الذي أقرته الحكومة في بداية جائحة كورونا العام الماضي لتحقيق حلمها بتوفير مجتمع آمن للأطفال سواء في المناطق المهمشة واللاجئين المحرومين من عائلاتهم، وانطلقت في جولات ميدانية بدأتها من الأحياء العشوائية لتوعية الأهالي بالتربية السليمة الخالية من العنف، وما أن لمست نجاحًا طفيفًا فيما فعلته، انطلقت في جولات أخرى لدعم أطفال الجاليات الأفريقية المقيمين على أرض مصر.

البداية من أطفال العشوائيات من أجل تربية سليمة خالية من العنف

«من سنة بالظبط بدأنا مبادرتنا بالنزول للمناطق العشوائية ونعمل حملات توعية للأهالي بالتربية السليمة وتقليل الفجوة بينهم وبين أطفالهم من أجل مجتمع بيحترم الطفولة وأجيال سليمة في المستقبل»، تقول ماريا أحد مؤسسي مبادرة«one childhood» أو طفولة واحدة، في بداية حديثها لـ«» عن انطلاق مبادرتهم المعنية بمشكلات الطفولة بالتعاون مع أحد المؤسسات المتخصصة فى مجال خدمات التعليم والتدريب. 

ورش دعم نفسي ومهني للجاليات الأفارقة على أرض مصر

انتهت مهمة الفتاة العشرينية وفريقها المتطوع بين العشوائيات بنجاح لاحظته في استجابة الأهالي لحملات التوعية، وانتقلت منها إلى محطة أخرى تستهدف خلالها الجاليات الأفريقية المقيمين على أرض مصر دون أهاليهم لمن فوق سن الثامنة عشر، «مفيش فرص شغل ثابت ليهم وبعد ما يكملوا الـ18 سنة، بيتم وقف المعونة المالية ليهم» وزادت جائحة كورونا من وطأة المعاناة الخاصة بهم في عدم توافر فرص عمل ثابتة لهم، بحسب وصف ماريا.

في وسط الصحراء وعلى مدار يومين كاملين، بدأت «one childhood» في دعم الجاليات الأطفال من جنسيات مختلفة على أرض مصر، بجلسات دعم نفسي متنوعة لمساعدتهم على التعبير عن مشاعرهم وتحديد مهاراتهم الشخصية مع تشجيعهم على اتخاذ القرارات بشكل سليم، ومواجهة التحديات المختلفة، وبعدها بدأت مرحلة التدريب المهني على حرف مختلفة لتأهيلهم لسوق العمل ومساعدتهم على توفير مصدر دخل ثابت لهم.

ورش تدريب في الميكانيكا والصيانة الهواتف المحمولة والفن 

ما بين صيانة الهواتف المحمولة والميكانيا والفن والخياطة، تنوعت ورش التدريب المهني الأسبوعية المقدمة للأطفال من المبادرة، تحت إشراف متخصصين لوضعهم على أول طريق العمل، «كل التدريبات مجانا مع مراعاة الإجراءات الاحترازية خلال الورش» تستكمل ماريا حديثها عن مبادرتهم.

«رضوى» متطوعة في المبادرة: بنساعدهم يتغلبوا على مشكلات اختلاف اللغة واللون والعادات 

ذات يوم، قادت الصدفة «رضوى عبد الحميد» إلى إعلان عن الحاجة إلى متطوعين جدد للانضمام إلى مبادرة«one childhood» فبادرت بالتقديم، «مكنش عندي معلومات كافية عن مجتمع الأفارقة في مصر والمشكلات اللي بيقابلوها حبيت أنضم للمبادرة عشان أقدر أساعدهم»، وبالفعل تم قبولها ضمن المتطوعين ووقعت عليها مهمة الإعداد والتحضير لورش التدريب المهني المقدمة للأطفال، بحسب تعبيرها في بداية حديثها لـ«».

ترى الفتاة المتطوعة في انضمامها إلى المبادرة، فرصة جيدة تمكنها من مساعدة مجتمع الأفارقة المقيمين في مصر على الاندماج المجتمعي وتقليل الفجوة بينهم وبين باقي أفراد المجتمع «مبسوطة إني اتقبلت في المبادرة وبنحاول نساعدهم يتغلبوا على مشكلات اختلاف اللغة واللون والعادات والتقاليد وقلة فرص العمل ليهم»، من أجل حياة طبيعية لهم، بحسب تعبيرها.