وجدت «عائشة» أن العلاج بالفن ليس جديداً، وإنما جزء من ثقافة الشعوب، ولعب دوراً كبيراً فى قيام الحضارات، إذ كان أداة فى يد الفراعنة للتعبير عن المشاعر والمعتقدات بطرق مختلفة، منها الشعر والرسم والموسيقى وحتى ممارسة الطقوس الشعائرية، كما لجأ اليونانيون إلى العمل الدرامى المسرحى للتخلص من القلق، واعتبر الرومانيون الأدب والشعر وسيلتان للترفيه عن النفس المتضرّرة، لذلك فكرت فى الهروب إلى الطبيعة وتنظيم جلسات وأنشطة فنية ورحلات سفارى للتخلص من الاضطرابات النفسية.
عائشة رضوان، فنانة ومعالجة ومدرّبة بالفنون التعبيرية، حصلت على بكالوريوس التربية الفنية ودبلوم العلاج بالفن، وماجستير فى علم النفس بمصر حول علاج صدمات الطفولة للراشدات بالفنون التعبيرية، وآخر فى جامعة ليفربول جون موريس بإنجلترا، وتحاول حالياً تنظيم جلسات لممارسة فنون تعبيرية، مثل الرسم ورواية القصص والرقص والشعر بطريقة مدمجة، لتعزيز النمو البشرى وتطويره وشفائه.
جلسات للعلاج النفسي
تفتح الجلسة آفاق المريض للحديث عن نفسه وتجاربه، سواء بالكلام أو ممارسة أنشطة كالرسم والنحت أو التمثيل، للقضاء على شحنات الحزن والألم الداخلية، فى جو من الهدوء والسلام النفسى والاسترخاء، ومن خلال تلك الجلسات تتمكن «عائشة» من معرفة الأساليب والطرق العلاجية المختلفة المناسبة لكل شخص.
علاج بالأنشطة التعبيرية
تعلمت «عائشة» العلاج بالأنشطة التعبيرية على أيدى الطبيبتين عايدة عبدالحميد وعبلة حنفى، وفقاً لها: «العلاج بالفن موجود فى مصر منذ الثمانينات، وأنا تعلمته على يد دكاترة كبار، وهم من اقترحوا علىّ عمل دبلومة عن العلاج بالفن».
لم تكتفِ «عائشة» بالجلسات، بل قامت بتنظيم رحلات علاجية فى أماكن مختلفة بمصر، منها الفيوم والواحات ورأس سدر والجونة، للدمج بين اكتشاف الذات وجمال الطبيعة، وأيضاً تنظيم ورش عمل للعلاج بالفنون التعبيرية فى الجامعة الأمريكية، وجامعة كوفنترى فى العاصمة الجديدة: «باقدم مع الدكتور ماركوس ألكسندر، أول دبلومة فى العلاج بالفنون التعبيرية المعتمدة على الجسد، وذات الصلة بالطبيعة».
أول تدريب فى مصر للعلاج بالفنون
أرادت «عائشة» نشر العلاج بالفنون على نطاق أوسع كطريقة آمنة وفعّالة، بدلاً من الطرق القديمة، فجهّزت لأول تدريب فى مصر للعلاج بالفنون التعبيرية، معتمد من كندا مع ساعات محسوبة للتسجيل فى الرابطة الدولية.
العلاج بالفنون التعبيرية ليس خاصاً بالمرضى فقط، فبإمكان الأسوياء من مختلف الأعمار خوض التجربة، للوصول إلى حل لبعض مشكلاتهم فى الحياة، وفقاً لـ«عائشة»: «العلاج بالفنون للأسوياء والمرضى النفسيين، لأنه يسمح للشخص بفهم طرق تفكيره، وأسباب المشكلات اللى يواجهها».
تأثير العلاج بالفنون على المرضى
لمست «عائشة» تأثير العلاج بالفنون التعبيرية على المرضى، فهناك فروق وتغيّرات بدت واضحة على نفسيتهم، بدلالات إحصائية تم قياسها باختبارات نفسية قبل وبعد الاستجابة للعلاج، حيث تقبل الصعوبات وإيجاد طرق جديدة لمواجهتها، وتحسين جودة حياتهم بشكل عام.
دعم زوج «عائشة» لها
كان لزوج «عائشة» دور كبير فى مسيرتها، حيث دعمها وشجّعها على تحقيق أحلامها، والتخفيف من ضغوطها فى العمل، بالسفر والسباحة والتواصل مع الطبيعة والتأمل فى الكون.