التعامل مع الأطفال وهم في حالة الغضب والهياج الشديد، يعد من أصعب المشاكل التي تواجه الوالدين، ويفشل بعضهم في حلها؛ إذ عوضًا عن احتواء الموقف بهدوء يلجأ الأهل إلى العنف والتهديد لكتمان غضب الطفل وإجباره على تبني الصمت، لذا نوضح في السطور التالية، الطريقة الصحيحة للتعامل مع الطفل الغاضب.
مفهوم العصبية وأسبابها
أوضح الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، خلال حديثه لـ«»، أن العصبية هي الغضب السريع وسرعة الإنفعال عند سماع أو رؤية ما لا يحبه الشخص أو يرغبه، مضيفًا أن أسباب الغضب قد تكون فسيولوجية مثل خلل في الغدة الدرقية أو نقص الحديد ونقص فيتامين D واضطرابات النوم، أو أسباب أخرى تتعلق بضغوط الحياة اليومية.
وعن غضب الأطفال، أكد «هندي»، أن الطفل يكتسب سلوك الغضب من خلال مشاهدة والديه والمجتمع المحيط به، لذا لابد من تبني الهدوء واللطف أمام الأطفال حتى ينعكس ذلك على شخصياتهم ويصبحوا أبعد ما يكون عن العنف والغضب.
نصائح للتعامل مع الطفل في حالة الغضب الشديد
وللتعامل بطريقة صحيحة مع الطفل الغاضب، قدم استشاري الصحة النفسية بعض النصائح للوالدين يجب اتباعها، وهي:
عدم الصراخ في وجه الطفل
ذلك يزيد من غضب الطفل ويشعره بالتهديد ولا يكون أمامه سوى حلين، إما السكوت وتبني موقف الخوف والجُبن، أو الصراخ أكثر وزيادة حدة الغضب لديه.
سماع الطفل وتقبُّل رأيه
حيث أن ذلك يشعر الطفل بالاهتمام والحب ويقلل من شحنة الغضب لديه.
احتضان الطفل
يعد الحضن هو الوسيلة الأسرع والأقوى في التعبير عن الحب وإيصال المشاعر الدافئة الحانية، وهو له مفعول قوي في امتصاص الغضب سواء عند الكبار أو الأطفال، لذا يجب احتضان الطفل وطبع القبلات الدافئة على وجهه وجبهته لتفريغ غضبه واحتوائه.
عدم توجيه اللوم
من الجيد ألا يوجه الوالدان اللوم للطفل وهو في حالة الغضب هذه؛ كونه سيرى كل ذلك مجرد انتقاد له ولشخصيته، وهو ما سيزيد من غضبه.
المناقشة مع الطفل بهدوء فيما بعد
يفضل أن يقدم الآباء نصائحهم وتوجيهاتهم، بعد أن يتخلص الطفل من حالة الغضب والهياج ويعود إلى هدوئه؛ حيث ستساعده تلك الحالة على تقبل النصيحة والتوجيه بحب ورضا.