توقع مؤرخ إسرائيلي أن تقوم انتفاضة فلسطينية ثالثة قريبا، داعيا أجهزة أمن الاحتلال إلى أخذ احتياطاتها لوقف الانتفاضة.
وأوضح أستاذ دراسات الشرق في جامعة “تل أبيب”، إيال زيسر، في مقال نشرته صحيفة “إسرائيل اليوم”، أن المواجهات بين جيش الاحتلال والشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة “لا تزال لا تحتل العناوين الرئيسية، بل تدحر في الغالب للصفحات الداخلية، والانطباع الذي يؤخذ من قراءة الصحف، أننا لا نشهد اشتعالا واسعا لموجات من العمليات مثلما شهدنا في سنوات الماضي”.
وأكد أن “هذا هدوء مخادع أو هدوء ما قبل العاصفة، وفي واقع الأمر، العاصفة باتت هنا؛ فلا يمر يوم دون مواجهات بين الجيش والشعب الفلسطيني، وحين تكون كل قوات الجيش الإسرائيلي تنفذ عمليات جارية واعتيادية في مدينة ما، فإنها تصبح ميدان معركة مع الفلسطينيين، وجنودنا يطلقون النار نحوهم بكل الأسلحة التي تقع تحت تصرفهم”.
وقال الخبير: “لا يمر يوم واحد دون أن نبلغ عن محاولة طعن أو دهس، وبالتوازي طرأ ارتفاع في عدد القتلى (الشهداء) الفلسطينيين خلال المواجهات مع الجيش”، لافتا إلى أن كل شهيد يرتقي يساهم في إشعال الأوضاع وهو بمثابة “صب الزيت على النار”.
ونبه إلى أن “مدينة جنين هي عاصمة المواجهات، وهي في المقدمة، ولكن هناك عملية إطلاق نار نحو حافلة عسكرية وقعت في غور الأردن قبل نحو أسبوع، إضافة إلى الخليل والقدس ونابلس وغيرها”، مضيفا أنه “باختصار؛ المناطق كلها تشتعل”.
وقدر زيسر، أن مستقبل المناطق الفلسطينية بالنسبة لـ”إسرائيل”، سيكون “الأسوأ” بعد انتهاء عهد رئيس السلطة الحالي محود عباس (87 عاما)، لأن من سيخلفه “لن يتمتع بالشرعية التي تمتع بها؛ كمن رافق ياسر عرفات (الرئيس الفلسطيني الراحل) على مدى سنوات طويلة”.
اقرأ أيضا: معطيات إسرائيلية: تصاعد الهجرة اليهودية العكسية
ولم يخف المؤرخ الإسرائيلي غضب تل أبيب من “الأصدقاء” بسبب مواقفهم من انتهاكات جيش الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقال: “النقد الذي تتعرض له إسرائيل بسبب قتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، والتوبيخات العلنية على أنظمة فتح النار لدى الجيش الإسرائيلي، تعد لدى الفلسطينيين كإنجاز سياسي، وبمثابة وجود نتائج للمواجهات”.
ورأى أن “المهم (بالنسبة لإسرائيل)؛ كيف نوقف التنقيط الذي تحول منذ وقت بعيد إلى طوفان، وعلينا أن نتذكر، أن أحدا لم يتوقع الانتفاضات السابقة التي كانت بمثابة حدث عفوي متدحرج لم يبادر إليه أحد، والجموع في الميدان هم الذين قادوا خطى الأحداث، وفي المقابل، أمسك بإسرائيل غير جاهزة وفقدت السيطرة لزمن ما”.
وأضاف: “النتيجة كانت الانتفاضة الأولى التي أدت إلى اتفاقات أوسلو، والانتفاضة الثانية التي جلبت معها فك الارتباط عن غزة، وخطواتنا (الهروب من غزة) التي خرجت لحيز التنفيذ تجبي منا حتى اليوم ثمنا باهظا، فضلا عن كل هذا، محظور أن ننسى أن جوهر الصراع يمر بفترات هدوء وتصعيد، لكن الهدوء المطلق على ما يبدو لن نحظى به في جيلنا”.
وفي ظل تلك الأوضاع، لفت زيسر، إلى وجوب “الضرب بكل القوة موجة العمليات التي ترفع الرأس قبل أن تصبح انتفاضة، وبالتوازي فإنه ينبغي أن نبقي الإصبع على نبض المناطق، لمعرفة متى لم يعد يصمد الوضع الراهن قبل فوات الأوان”.