غادر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد الأحد إلى ألمانيا في إطار جهود الدولة العبرية الدبلوماسية لإقناع القوى الغربية بالتراجع عن إحياء الاتفاق النووي مع إيران.
وتعارض إسرائيل الاتفاق النووي الذي وقع العام 2015 وشهد العام 2018 انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب منه قبل أن يعيد فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية.
وشهدت حماسة الدول الأوروبية وخصوصا ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تراجعا في الأيام القليلة الماضية بعدما أثارت هذه الدول السبت “شكوكا جدية” في نية طهران إحياء لاتفاق.
وقبل توجهه إلى برلين، شكر لبيد في اجتماع مجلس الوزراء صباح الأحد، القوى الثلاث على “الموقف القوي” الذي عبرّت عنه السبت.
وقالت الدول المنضوية في الاتفاق إن المقترح الذي عرضه الاتحاد الأوروبي على طهران يمثّل “الحد الأقصى لمرونة” القوى الأوروبية بشأن الملف.
وأضافت “للأسف، اختارت إيران عدم استغلال هذه الفرصة الدبلوماسية الحاسمة”، مشيرة إلى أن طهران “تواصل بدلا من ذلك التصعيد في برنامجها النووي بشكل يتجاوز أي مبرر مدني معقول”.
وقال لبيد في الاجتماع إن “إسرائيل تقوم بحملة دبلوماسية ناجحة لوقف الاتفاق النووي ومنع رفع العقوبات عن إيران”. مضيفا أن “الأمر لم ينته بعد”.
وبحسب رئيس الوزراء “لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه، لكن هناك إشارات مشجعة”.
وأكد مسؤول دبلوماسي إسرائيلي فضل عدم الكشف عن اسمه أن إيران ستكون محور محادثات الوفد الإسرائيلي في برلين.
وقال المسؤول لوكالة فرانس برس “من المهم مواصلة تنسيق المواقف والتأثير على الموقف الأوروبي، لألمانيا دور مهم في هذا” الملف.
ومن المقرر أن يلتقي لبيد الذي يرافقه وفد من كبار المسؤولين الأمنيين، المستشار الألماني أولاف شولتس ووزيرة الخارجية أنالينا بيربوك والرئيس فرانك فالتر شتاينماير قبل أن يعود إلى إسرائيل الإثنين.
وأتاح اتفاق 2015 المبرم بين طهران وست قوى دولية (واشنطن، باريس، لندن، موسكو، بكين، وبرلين) رفع عقوبات عن الجمهورية الإسلامية لقاء خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
وبدأت إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق، بتنسيق من الاتحاد الأوروبي ومشاركة الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، مباحثات لإحيائه في نيسان/أبريل 2021، تم تعليقها بداية في حزيران/يونيو. وبعد استئنافها في تشرين الثاني/نوفمبر من العام ذاته، علّقت مجددا منتصف آذار/مارس 2022، مع بقاء نقاط تباين بين واشنطن وطهران، على رغم تحقيق تقدم كبير.
ومطلع آب/أغسطس، استؤنفت المباحثات في فيينا مجددا. وأعلن الاتحاد الأوروبي في الثامن منه، أنه طرح على الطرفين الأساسيين صيغة تسوية “نهائية”. وقدّمت طهران للاتحاد الأوروبي مقترحاتها على النص، وردّت عليها واشنطن في 24 من الشهر.
وفي الأول من أيلول/سبتمبر، أكدت الولايات المتحدة تلقّيها ردا إيرانيا جديدا، معتبرة على لسان متحدث باسم وزارة خارجيتها أنه “غير بنّاء”.