وبحسب الكتاب الإحصائي السنوي الصادر عن وزارة الصحة لعام ١٤٣٩هـ، فإن معدل التمريض لكل ١٠ آلاف نسمة من سكان العاصمة المقدسة يبلغ ٥٥.٢ ممرض وممرضة، أي أن الاحتياج لتغطية عمل التمريض فقط عوضاً عن احتياج الأطباء وغيرهم من الكوادر الأخرى والعجز ما زال قائماً في الوضع الحالي، ناهيك عن زيادة الأعباء وافتتاح مستشفيات أكثر في ظل ذلك.
وإذا أدركنا أن المشاعر المقدسة تضم بين جنباتها عدداً من المستشفيات الكبيرة ذات التجهيزات الضخمة التي تعمل موسمياً ومنها مستشفيات (منى الوادي بسعة ١٦٠ سريراً، ومنى الجسر بسعة ١٥٠ سريراً ومستشفى الطوارئ بسعة ١٩٠ سريراً وغيرها)، إضافة إلى مستشفيات عرفات أيضاً، فإن الحسبة ستطول والمهمة ستصعب، لاسيما أن المعدل العالمي للتمريض في المستشفيات هو ١ / ١ أي ممرض لكل سرير، وفي الحالات القصوى يصبح المعدل ممرضاً لكل أربعة أسرّة، فهل ستستطيع الصحة أن تشغّل مستشفيات المشاعر في ظل هذا التحدي؟
عدد من المتابعين والعاملين سابقاً في القطاع الصحي بمكة المكرمة أوضحوا لـ«» أن هذا الأمر به من الصعوبات والتحديات الشيء الكثير، خصوصاً أن تشغيل هذه المستشفيات يعتمد كل عام على الكوادر التي تنتدبها الوزارة من خارج مكة للقيام برعاية حجاج بيت الله الحرام فترة أيام الحج فقط، فمن أين ستستطيع الوزارة أن تؤمن الأعداد اللازمة لتشغيل هذه المستشفيات طيلة أيام العام؟
ومع ذلك يطالب السكان في العاصمة المقدسة بتشغيل أحد المستشفيات الحكومية في المشاعر لتقليل الصعوبات التي تشهدها المستشفيات ويواجهها المراجعون وانتظارهم بالساعات لتلقي العلاج في أقسام الطوارئ، والتي لم تستطع صحة مكة إنهاءها حتى مع التجمع الصحي، وما زالت المشكلة قائمة.