إرداة قوية لم تعوقها المرض، وطموح مثمر انتهى بتحقيق الهدف، أحلام آلاف الطلاب جميعها تتوقف على السنة الأخيرة من الثانوية، سواءً كانت عامة أم أزهرية، وحلم كلية الطب لم يغب عن بال عبد الرحمن سليمان، طالب الصف الثالث الثانوي الأزهري عام 2022، ولكن قبل أيام من بداية مارثون الامتحانات، اكتشف إصابته بسرطان الكبد.
في منتصف شهر رمضان الماضي، شعر «عبد الرحمن» بآلام شديدة في بطنه، ذهب على إثرها إلى الوحدة الصحية الموجودة بإحدى قرى مدينة طنطا بالغربية، وأخذ بعض الأدوية التي جعلت حالته تستقر أيامًا قليلة، وعاد المرض في أول أيام عيد الفطر الماضي.
يروي سليمان فؤاد، والد «عبد الرحمن»، في حديثه لـ«»، أنه انتظر لتمر إجازة العيد، حتى ذهب إلى الأطباء مرة ثانية، وبدورهم طلبوا الأشعة والتحاليل التي أثبتت الورم الخبيث في الكبد، موضحًا أن نجله حزن بسبب اقتراب امتحانات الثانوية الأزهرية، مع مرضه، مضيفًا: «بدأنا نتنقل من دكتور للتاني علشان نتابع حالته، ولما الامتحانات بدأت قدمنا ورقه في مستشفى 57357 في القاهرة، ودلوقتي موجود على قائمة الانتظار، قدامنا 9 حالات علشان يدخل المستشفى».
«عبد الرحمن» بين المذاكرة والمستشفى
آلام البطن لا تنتهي، وحالة «عبد الرحمن» تسوء يومًا تلو الآخر، أيام الامتحانات يقضيها بين المذاكرة والمستشفى، واضعًا حلم دخول كلية الطب أمام عينيه، يذاكر كثيرًا رغم شدة مرضه، بحسب حيث والده: «أيام الامتحانات كان بيروح مستشفى 57357 يومين في الأسبوع، والموضوع كان صعب عليه بسبب المجهود، لكن أنا كنت بحفزه دايمًا وموفرله كل الإمكانيات عشان يكون دكتور».
«عبد الرحمن» يحصل على 98% في الثانوية الأزهرية
تمكن المرض من جسد «عبد الرحمن» حتى وصل السرطان للمرحلة الثالثة، وأثر على القفص الصدري، وأصيب بـ«الغدة»، وأصبح يحتاج إلى علاج كيماوي وإشعاعي، ورغم كل ذلك، حصل الطالب على مجموع 98%، مما يؤهله للالتحاق بكلية الطب، في واقعة تنم عن الإرادة القوية، يقول والده: «السرطان تمكن من عبد الرحمن، وبستغيث بالعلاج في أسرع وقت، وأنا فخور بابني اللي قدر يجيب مجموع زي ده رغم مرضه الصعب».