آمنت بقدراتها وهي على أعتاب الخمسين من عمرها، لتثبت أن الإرادة لا يوقفها عُمر أو ظروف، تخرجت في كلية التربية الفنية جامعة حلوان، درست الفنون بأنواعها المختلفة، سحبتها دروب الحياة بمساراتها المتعددة نحو الابتعاد عن معشوقها الأول، رافضة الرضوخ والاستسلام، معلنة التمرد على الظروف، لتستعيد حيويتها ورونقها بـ«مبرد وفرشاة»، مجسدة روائع فن النحت بـ«بورتريهات» متنوعة.
الفنانة أمل عمر: قلت أتفرغ للنحت وحققت حلمي
الفنانة أمل عمر، تخرجت في عام 1993، بدأت حياتها العملية في مهن مختلفة بعيدا عن الفن، إلا أن شغفها أعادها إلى حيث تريد، «بعد ما تخرجت اشتغلت في حاجات كتير بعيد عن الفن لظروف الحياة المختلفة، كان آخرها عملي في القرية الفرعونية، وكنت بمارس الفن لكن مش على مستوى احترافي، أكتر حاجة كنت بعملها الرسم، لكن من 4 سنين تقريبا قلت كفاية، وقررت أتفرغ للنحت مهما كانت النتائج، والحمد لله نجحت إلى حد ما في تحقيق حلمي وإرضاء شغفي بالفنون».
أعشق جميع أعمال العبقري الراحل محمود مختار، وأتمنى استكمال مشواره العظيم، هكذا عبرت «أمل» لـ«»، عن حبها لأستاذها وجيلها، فضلا عن ما تركه لنا الفراعنة من إرث ثقافي بديع في شتى فنون الحياة، يأتي على رأسها فن النحت: «نفسي نرجع لفن النحت رونقه وجماله»، لافتة إلى حلمها بعودة فن النحت إلى الميادين، لكي تستعيد الناس ثقتها في النحت: «الناس فقدت جمال التمثال الميداني، نتيجة بعض الأعمال التي شوهت معنى فن النحت».
الفنانة التشكيلية: النحت من الفنون المرهقة والمتعبة لكني أعشقه
تحاول «أمل» بدأب وحب، تفريغ طاقتها وأفكارها في أعمال مجسدة، دون التقيد بأي مدرسة حديثة من مدارس النحت المختلفة، متخذة الفن الكلاسيكي طريقا لها، حتى تحول إلى مهنة لها، بحسب تصريحاتها: «أعرف أن النحت من الفنون المرهقة والمتعبة، لكني أعشقه وأجد نفسي دائما في شغف مستمر لإنجاز المجسم وراء الآخر، وأتمنى أن أستمر دائما، وأنفذ كل الأعمال التي تطلب مني، لتفريغ الطاقة والمشاعر الإنسانية التي أجدها متمثلة أمامي».
نفذت الفنانة التشكيلية، في العام الماضي تمثال لـ«بوذا»، طلبه منها الفنان عباس أبوالحسن، واستغرقت نحو أسبوعين في تمثال «زيوس»، المستوحى من التماثيل العالمية، نفذته لصالح إحدى شركات الديكورات: «أذوب عشقا في نحت البورتريه، وأعمل خلال الأيام المقبلة على تنفيذ بورتريهات للعديد من الشخصيات المشهورة، لكني خلال الفترة الحالية، مشغولة بما يأتيني من أعمال محددة ناس بتطلبها».
«أمل»: أسعى للانتشار وأحلم بالوصول إلى العالمية
وعن مشاركتها في معارض أو منتديات، قالت «أمل»، إنها لم تشارك من قبل لأنها ليست بالاسم المعروف بين الفنانين، ولا يشغلها ذلك كثيرا، إذ يتواصل معها العديد من الأشخاص، بعد مشاهدة أعمالها: «ما أهتم به حقيقة هو الفن ذاته، وبالتأكيد أسعى للانتشار، حتى الوصول إلى العالمية بإذن الله، لأننا أصل النحت في العالم».
قدمت «أمل» مؤخرا، عرضا إلى إحدى الجهات التي تسعى لإقامة تمثال لفيلسوف يوناني قديم، كان يعيش في العلمين، وذلك لوضعه في أحد ميادين المدينة الجديدة: «قدمت العرض بالفعل وأنتظر الرد حتى أبدأ العمل على تنفيذه».