يسير بخطوات بطيئة كون عمره تخطى الـ70 عامًا في شوارع منطقة درب البرابرة، يتجه بهدوء إلى المحل الخاص به وملامحه تحمل سعادة بالغة، فما أن تقع عيناه على الورود بأشكالها حتى يخفق قلبه فرحًا، علاقة «عطية» بالزهور مميزة من نوعها، إذ يشعر معها بالألفة والطمأنينة والراحة، ليقرر قضاء ما تبقى من عمره بينها.
والدته كانت تصمم البوكيهات وجميع مستلزمات الأفراح
يحكي عطية سالم محمد ذو الـ72 عامًا، أنه يعمل في مهنة صنع بوكيهات الورد منذ كان عمره 8 سنوات، إذ إن والدته كانت تصمم التاجات وبوكيهات الورود والشمع وجميع مستلزمات الأفراح والاكسسورات الخاصة بالعروس: «أنا اشتغلت مع والدتي الله يرحمها من وأنا صغير، ورنا كارمنا بالبوكيهات وبنعمل حاجات خاصة بينا، وكنا بنعمل كريستال وألماظات نمساوي وحاجات درجة أولى».
«التاج بيكون مميز من نوعه، والبوكيه ورد العروسة لازم يطلع مظبوط»، في البداية كان «عطية» يصنع البوكيهات من قماش الستان والورد الطبيعي، أما حاليًا أصبحت الموضة في الورد الصناعي «الكاوتش»: «بوكيه الورد والتاج مهمين جدا للعروسة، وبيتعملوا أطقم وبمختلفة، العروسة من غير فستان وأباليك وتيجان متبقاش عروسة، والشمع لما بيتولع ، بيبقى بداية نور جديد لحياة جديدة للعروسة»، بحسب حديث السبعيني لـ«».
على مدار السنوات السابقة، صنع «عطية» آلاف البوكيهات من الورود منها ما هو تصميه الخاص ومنها بحسب طلب الزبائن، موضحًا أن سعادته ليست في المقابل المادي بل في رؤية فرحة العرائس عند استلامهن لبوكيهات الورد: «الأول كنت بجيب الورد بعدين يقولوا ده غالي، دلوقتي أنا بصمم البوكيه بس، العروسة تجيب الورد وأنا أخد مصنعيتي بس، وبيبقى أحلى ذكرى ليها».
زبائنه من المشاهير
تختلف موضة الورود بين جيل لآخر، ويعد الورد البلدي والتيجان الألماظ هما السائدين حاليا: «في زبائنا من المشاهير كتير، زي فيفي عبده وشريهان، وكان محرم فؤاد، ورسالتي لكل عروسة ربنا يسعدها، ونفسي أزور آل البيت قبل ما أموت».