معاناة شديدة مع المرض عاشها والدا الشاب العشريني محمود معتمد، ابن محافظة الشرقية، ما دفعه بعد التخرج في معهد فني تمريض إلى تقديم خدمات تمريض مجانية للجميع لتخفيف أوجاعهم، مستخدمًا دراجته النارية لسرعة التنقل وتوفير الوقت، مستمتعًا بدعوات المرضى وترحمهم على والديه.
حلم الالتحاق بكلية الطب
روى «محمود»، ابن قرية الصفا مركز الزقازيق محافظة الشرقية، خلال حديثه لـ«»، أن والديه قبل وفاتهما عانا فترة طويلة مع المرض، وأن آلامهما كانت الدافع له لدخول كلية الطب للتخفيف عن المرضى، إلا أنه لم يتمكن من تحقيق حلمه فالتحق بمعهد فني تمريض تخرج فيه عام 2018، ليبدأ من بعدها في تطوير مهاراته بشكل يمكنه من تقديم خدمات تمريض مجانية.
«والدي قبل ما يموت قالي أوعى تكسر بخاطر حد تعبان».. قالها «محمود»، الذي يعمل في مستشفى الرمد للعيون، مؤكدا أن والده ظل مريضًا بالكبد لمدة 14 عامًا قبل وفاته، كما عانت والدته قبل وفاتها أيضًا من أمراض العيون، مضيفًا أن تعدد مهامه الوظيفية بعد تخرجه أكسبته خبرة واسعة تمكنه من إسعاف الآخرين ومساعدتهم طبيًا.
«محمود»: اكتر حاجة بتفرحني لما الناس تدعي لأبويا وأمي
لم يكتفِ ابن محافظة الشرقية، بتقديم خدماته مجانًا للمرضى، لكنه ادخر جزءً من راتبه الشهري وخصصه لسداد أقساط دراجة نارية قد اشتراها لتوفير الوقت والقدرة على الذهاب إلى المرضى في الأماكن البعيدة وفي أي وقت: «الأول لما حد كان بيطلبني بالليل مكنتش بعرف أروحله وخاصة أوقات الشتاء ولما يكون في مطر، لكن دلوقتي بعرف أتحرك براحتي وأروح للناس كلها».
لا ينتظر الشاب العشريني، من وراء أعماله سوى التقرب إلى الله وإرضاء وجهه الكريم، وأن أكثر ما يسعده هو دعاء الناس وترحمهم على والديه، ويقدم الخدمات المجانية رحمة وصدقة على والديه: «بعمل ده تنفيذا لوصية أبويا ورحمة وصدقة على روحه هو وأمي».
«بشكر ربنا على كل النعم اللي أدهالي وأنه بيقدرني على فعل الخير»، هكذا عبر «محمود»، عن سعادته مؤكدا أنه مبتهل وقارئ للقرآن ومنشد ديني، إلى جانب عمله في التمريض ويتمنى يومًا ما أن ينضم لإذاعة القرآن الكريم، وأن يكون على درجة عالية من الإنشاد على مستوى العالم.