فيما يتوقع أن يحضر تشييع جنازة الملكة إليزابيث الثانية بعد غد (الاثنين) أكثر من 70 زعيما من جميع أنحاء العالم بينهم زعماء دول عربية، وضعت بريطانيا أكبر خطة أمنية لمدينة لندن منذ الحرب العالمية الثانية.
وأفادت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية بأن الجنازة سيحضرها نحو 500 ضيف من 200 دولة ومنطقة تقريبا، ونحو 100 رئيس ورئيس حكومة، وأكثر من 20 من أفراد عائلات مالكة. ويتوقع أن يصطف ما يصل إلى مليوني شخص في الشوارع التي يتخللها سير العائلة الملكية خلف نعش الملكة الراحلة.وتحاول الشرطة تحقيق توازن بين السلامة والأمن والمراسم لإنجاح الحدث، إذ يقوم حالياً مسؤولون من وكالات الاستخبارات البريطانية (MI5 و MI6) بمراجعة التهديدات الإرهابية، إلى جانب دعم الفريق الأمني الهائل الذي يعمل في الجنازة.وذكرت الصحيفة أن قناصة سيتمركزون على أسطح المنازل أثناء الجنازة وستطير طائرات مسيرة في سماء المنطقة، وسيشارك 10 آلاف من ضباط الشرطة بالزي الرسمي مع الآلاف من الضباط بملابس مدنية وسط الحشد.وتقوم الشرطة مع كلاب كشف القنابل بدوريات في المناطق الرئيسية ويساعد حراس الأمن الخاصون في السيطرة على الحشود، إذ وصل عناصر شرطة من كل مكان في البلاد للمساعدة في الحدث الذي ستشارك فيه عناصر من فوج الفرسان الويلزيين وسلاح الجو الملكي وأكثر من 2500 من عناصر الجيش.ولفتت إلى أن الفنادق ممتلئة، ومئات الجنود الشباب ينامون على أرضيات المكاتب ويستحمون في أكشاك محمولة أقيمت في موقف للسيارات بالقرب من قصر باكنغهام.وأرسل المسؤولون البريطانيون دعوات إلى نحو 200 دولة تقيم معها المملكة المتحدة علاقات دبلوماسية كاملة، كما يمكن أن تضم وفود دول الكومنولث ما يصل إلى 16 شخصا، ويقتصر الحضور على رئيس الدولة وضيف واحد. وعيّن بعض رؤساء الدول غير القادرين على السفر مسؤولين آخرين رفيعي المستوى للحضور مكانهم، وفقاً لمسؤول حكومي بريطاني مشارك عن كثب في التخطيط.وسيتم نقل غالبية القادة الحاضرين في حافلات إلى الجنازة في «وستمنستر أبي» وإلى حفل استقبال في قصر باكنغهام ليلة الأحد. وقال العديد من المسؤولين إنه كان من الأسهل توفير الأمن لعدد قليل من الحافلات مقارنة بعشرات السيارات لكن هذا ليس ما اعتاد عليه القادة.وطالبت الحكومة البريطانية مواطني بلادها اليوم (السبت) بعدم السفر للانضمام إلى طابور المنتظرين لإلقاء نظرة الوداع على نعش الملكة إليزابيث، إذ إن تدفق الكثيرين يعني أن الناس سيضطرون للوقوف في الطابور لمدة 24 ساعة على الأقل للوصول إلى مكان النعش.ومر عشرات الآلاف من الأشخاص بالفعل أمام النعش في تدفق ثابت ومهيب وقد اصطفوا في طوابير لساعات في درجات الحرارة الباردة، وبعضهم خلال الليل، لإبداء احترامهم لأطول ملوك بريطانيا جلوسا على العرش، وهو دليل على المكانة التي حظيت بها.وقالت وزارة الثقافة إنها ستوقف دخول المودعين في طابور المنتظرين إذا كان الإقبال شديدا، قائلة: «من فضلكم لا تسافروا».