العديد من الأجهزة، أوزان مختلفة، تمارين رياضية، للوهلة الأولى يبدو ذلك طبيعياً، حيث تنتشر مراكز الجيم في مختلف الأماكن، إلا أنّ الحال في الدرب الأحمر إحدى أقدم مناطق القاهرة التاريخية، يختلف عن أي مكان آخر، بعدما أسس مدربان أول «جيم لكبار السن»، يتوافد عليه الكبار من الحي والأحياء المجاورة لممارسة الرياضة إمّا للحفاظ على صحتهم، أو لاستعادة صحتهم التي فقدوا الكثير منها بمرور الزمن.
ويستقبل المدربان «عمر» و«حسين»، كبار السن منذ الصباح الباكر كل يوم، لتدريبهم وتشجيعهم على الاستمرار في ممارسة الرياضة، حتى إسدال الليل ستاره، دون كلل أو ملل، فهما في العقدين السادس والسابع من العمر، ورغم ذلك حريصين على الرياضة.
وقال حسين أحمد حسين، 70 عاما، أحد مدربي جيم كبار السن، إنّ الجيم يستقبل مختلف الفئات العمرية، لكنه وصديقه، حريصان هذه الفترة على تدريب كبار السن، نظراً لأهمية ممارسة الرياضة لهم، خصوصاً أنّها تحافظ على الصحة وتقلل من الإصابة بالأمراض، لذلك بدأ في نشر ثقافة الرياضة لكبار السن بمنطقة الدرب الأحمر، وأصبح كل شخص يحضر صديقه معه.
انطلاق جيم كبار السن
وأضاف «حسين» في تصريحات خاصة لـ«»، أنّه لديه أولاد وأحفاد يعيش وسطهم بسعادة ويصعد وينزل طوابق مرتفعة على السلم، ولم يعانِ من أي مرض، أو يخضع لإجراء عملية بسبب حرصه على ممارسة الرياضة، ما جعله قدوة للكثيرين من عمره، فقرروا السير على خطاه في لعب الرياضة، وهنا بدأ «جيم كبار السن».
وأضاف مدرب كبار السن، أنّ سكان الأحياء الشعبية يحرصون على لعب الرياضة منذ قديم الأزل خصوصاً أهالي حي الدرب الأحمر، والجمالية، والسيدة زينب، لافتاً إلى أنّ الجيم يستقبل متدربين تتراوح أعمارهم بين 50 و75 سنة، قائلاً إنّ الأجانب يتمتعون بالصحة والشباب رغم تجاوزهم الثمانين بسبب حرصهم على لعب الرياضة، وهو يتخذ ذلك المثال لتحفيز الوافدين الجدد.
تدريب تدريجي لتجنب الإصابات
وأشار إلى أنّه يحرص على تشجيع كبار السن، ويفرح بتوافدهم لقضاء يوم في جيم الدرب الأحمر، أكثر من الشباب والأطفال، موضحاً أنّ هناك برنامجا رياضيا لكبار السن بشكل بطيء وتدريجي، حتى لا يتعرضوا للألم أو الإصابات فيمتنعوا عن الحضور.
الرياضة علاج للآلام والأمراض
والتقط عمر حسين عبد العال، 65 سنة، طرف الحديث قائلاً، إنّ معظم من يتوافدوا على الجيم، يأتون بسبب شكواهم من آلام الظهر أو للشفاء من الإصابة بجلطة، مُطالباً كبار السن بالتوجه لأقرب جيم والحرص على ممارسة الرياضة حفاظاً على صحتهم.
وكشف «عمر»، أنّ هناك من يشعر بالتعب، فيقرر التوقف عن التدريب بعد أيام ولا يأتي مجدداً، وهناك من هو حريص على الالتزام بالتدريب ويحضر يومياً، موضحاً أنّه يشجعهم عبر التمرن أمامهم وحمل الحديد خصوصاً من هم في سنه أو أصغر منه لتحفيزهم وتشجيعهم، فضلاً عن دمج كبار السن مع الشباب وعمل منافسات بينهم لتحفيز الجميع.
أمّا حسن وهبة، أحد كبار السن المتدربين في الجيم، فكشف أنه عانى خلال الفترة الأخيرة من جلطة في القلب بسبب التدخين، لذلك قرر الإقلاع عنه وممارسة الرياضة لمساعدته في عدم العودة لتلك العادة السيئة، فضلاً عن تحسين حالته الصحية من خلال التمرن داخل الجيم بانتظام.