حقيبة تحوي مبلغا من المال، لم يسِل لها لُعاب ابن محافظة مطروح الذي تحلى بالأمانة والقناعة، وفضَّل رد المبلغ إلى أهله على أن يأخذه لنفسه، بل إنه رفض الحصول على مكافأة نظير رد الأمانة إلى صاحبها.
الشاب مبارك راضي الجراري، من أبناء محافظة مطروح من قبيلة الجرارة، عثر على شنطة بها مبلغ مالي، وملابس، واستمر في البحث عن صاحبها حتى وجده، وسلمه الشنطة بجميع محتوياتها، من المبلغ المالي والملابس وجميع الأغراض الأخرى بها، رافضاً أي مكافأة عرضها عليه صاحب الشنطة، واعتبرها أمانة لصاحبها، وأن يعوضه الله خيراً ويبارك في أولاده، ليصبح رمزا للأمانة أمام أهله وقبيلته وجميع شباب محافظة مطروح.
وقال الشاب العشريني مبارك خلال حديثه لـ«»، اليوم: «كنت في مشوار، خرجت من منزلي بقرية حسنبك التابعة لمركز ومدينة الضبعة الواقعة في الكيلو 110 طريق مطروح- الإسكندرية، وخرجت على الطريق الدولي فوجدت الشنطة على الطريق أمام القرية، وعدت بها إلى المنزل، وفتحتها فوجدت بها مبلغا ماليا داخل كيس فقمت بعده ووجدته 47 ألف جنيه، وملابس شخصية بالشنطة السوداء فأغلقتها وخرجت لم يهدأ لي بال وجلس أتابع أي أحد يأتي لمكان العثور على الشنطة، واستمر ذلك فترة حتى ظهر رجل وكأنه يبحث عن شيء مفقود، فاقتربت منه وتحدثت معه، وعلمت أنه صاحبها بمجرد إعطائي مواصفات الشنطة».
رفض مكافأة مالية
وأضاف ابن محافظة مطروح أن «صاحب الشنطة عرض مبلغا ماليا كمكافأة لي، ورفضتها وقلت له أنت وأولادك أولى بمالك فدعا لي بالخير والبركة».
المبلغ المالي قيمة سيارة مباعة
ولفت إلى أن «صاحب الشنطة أبلغني أن هذا مبلغ مالي قيمة ثمن بيع سيارته وأنه كان في طريق للعودة لمنزله بعد بيعها وترك الشنطة في الشارع سهوا».
وأوضح «الحمد لله يكفيني أن يبارك لي المولى عز وجل في أولادي الأربعة وأن يرزقني بالحلال، وأنا عامل على باب الله أعمل فترة في الشتاء في رعاية مزارع الدواجن بالضبعة وفي الصيف في محل بقالة بالقرية».
جدير بالذكر أن محافظة مطروح شهدت خلال الفترة الأخيرة عدة وقائع لعثور بعض من الشباب على مبالغ مالية، منهم عاملان في سيارة إسعاف بمطروح، وتاجر في العلمين، وسائق في مطروح، وحرصوا على تسليمها لأصحابها، رافضين أي مكافآت، ما يعكس مدى الأمانة التي تنبع من عادات وتقاليد أهل مطروح.