| سيدات قرية الجزيرة الخضراء يحولن الجريد لحقائب: «نفسنا مشروعنا يكبر»

تحاوطهن أعواد الجريد ومخلفات النخيل، التى يحولوها بحرفية ومهارة شديدة إلى منتجات بسيطة تصلح لاستخدامات عديدة، إذ تجلس عدد من نساء إحدى قرى محافظة كفر الشيخ، ليتفنن في صنع بعض المنتجات من الجريد لتوفير قوت صغارهن، بعد تلقيهن عدة تدريبات داخل إحدى الجمعيات الخيرية لمساعدتهن على إيجاد فرصة عمل مناسبة.

يتحملن الجلوس لساعات طويلة مع انحناء الظهر، والتركيز في كل خطوة حتى تخرج القطعة بشكل سليم دون أخطاء، يصنعن سلات الخضار والأقفاص والحقائب وغيرها من المنتجات التي يتم توريدها للأسواق المختلفة داخل وخارج المحافظة.

تطوير المشروعات

تحكي نسمة حسن، مدير تطوير المشروعات بجمعية عطاء، أن القطعة الواحدة تستغرق ما يقرب من ثلاثة أيام متواصلة لإنجازها، ويتم بيعها بمبلغ لا يتعدى الـ7 جنيهات بعد خصم تكاليف المادة الخام: «مكسب كل قطعة ممكن يوصل لـ3 جنيه بس».

ثروة من مخلفات النخيل

تقول إن الجمعية أرسلت فريق لبحث الحالات المحتاجة لفرصة عمل داخل أرض الجزيرة ووجدوا أن المنطقة تشمل 5 قرى وتعتمد ثرواتها الطبيعية على زراعة النخيل، ويقدر عددها بـ54 ألف نخلة: «بيخرج منها كمية مهولة من مخلفات غير طبيعة، وبيتخلص أهلها منها عن طريق الحرق، الناتج عنه غاز ثاني أكسيد الكربون، عشان كده وجب التدخل للحفاظ على البيئة من التلوث».

تعتمد أغلب الدخول على النخيل، خاصة السيدات اللاتي يقمن بتحويل الجريد لمنتجات متنوعة: «لاقينا إن عندهم خلفية عن التصنيع فقررنا تطوير منتجاتهم من خلال إعداد ورش لتعليمهم، صناعة الخوص بأشكال معينة، وإعطائه اللون الأبيض وليس الأخضر، ودمجه مع الجلود عبر تقنيات دقيقة، لإنتاج حقائب ومنتجات الديكور».

منصة جذور للتسويق

قررت «نسمة» إطلاق منصة جذور، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، برعاية وزارة التضامن، لتسويق المنتجات بطريقة احترافية: «لاحظنا إن أغلب السيدات عندهم مشكلة في تسويق شغلهم، ومش قادرين يوصوله للناس رغم جودته وإتقانه عشان كده بدأنا نسوق منتجاتهم عبر المنصة ونزل السيدات محلات الخرداوات، عشان يفتحوا لنفسهم طرق تسويق جديدة، ميبقاش الاعتماد بشكل كلي علينا».

وضعت الجمعية، عدة شروط لالتحاق السيدات للتدريب، إذ يتوجب عليهن، الانضمام لبرنامج تكافل وكرامة، ويشترط أن تكون المرأة من أبناء قرية الجزيرة الخضراء في مدينة مطوبس بالمحافظة.

«مايسة»: في انتظار مشروع جديد

مايسه فتح الله، 40 عامًا، زوجة وأم لطفلين، إحدى المستفيدات من المشروع، فبعد عملها منذ سنوات فى صناعة «الغلقان والقفف والمقاطف»، تعلمت مهنة جديدة خلال دورة تدريبية، مدتها 17 يومًا، لتحصل على قرض بقيمة 9 آلاف جنيهًا، من المؤسسة الخيرية، لبدء مشروع حقائب ومنتجات الديكور من مخلفات النخيل.

وبحسب حديثها لـ«»: «استلمت خوص وجريد وقش وحاجات تانية، بقرض هسدده بالتقسيط، وكل شهر هدفع 340 جنيه وعملت منتجات جديدة اتعلمتها لأول مرة وبحلم مشروعي يكبر».