ويأتي ذلك متزامنا مع قول رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، إن هناك «مؤشرات مشجعة» على أن الولايات المتحدة وحلفاء أوروبا لن يوافقوا على اتفاق نووي جديد مع إيران.
خصوصا وأن إيران لم تتعاون مع مفتشي الوكالة الذرية، ورفضت أن تؤكد أن برنامج طهران النووي سلمي محض.
تخصيب اليورانيوم
حيث تشن إسرائيل حملة دبلوماسية ناجحة لوقف الاتفاق النووي ومنع رفع العقوبات عن إيران.
وبين مسؤولون منهم بقولهم: «الأمر لم ينته بعد، ولا يزال هناك طريق طويل لنقطعه، لكن هناك مؤشرات مشجعة».
وبدأت إيران تخصيب اليورانيوم بعد قيود خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 بعد انسحاب الرئيس السابق دونالد ترمب من الصفقة في عام 2018 وإعادة فرض عقوبات صارمة.
وقالت الوكالة النووية التابعة للأمم المتحدة في تقرير هذا الأسبوع، إن إيران خصبت ما يصل إلى 60 % من اليورانيوم. رفض التعاون
فيما أكد مدير عام الوكالة رافاييل غروسي أن إيران لم تتعاون معه.
وقال، إن السلطات الإيرانية لم تتعاون مع تحقيقات الوكالة الدولية، لتزويدها بمعلومات حول آثار اليورانيوم التي عثر عليها المفتشون الدوليون في 3 مواقع غير معلن عنها قبل سنوات.
كما أضاف أن الوكالة لا يمكنها أن تؤكد دون تلك المعلومات أن برنامج طهران النووي سلمي محض.
تأتي تلك التصريحات فيما يجتمع مجلس المحافظين، اليوم، لبحث الملف الإيراني، بعد ثلاثة أشهر من تبنيه قراراً يحث طهران على تقديم إجابات شافية حول تلك المواقع النووية المشبوهة.
اقتراح لم يقبل
وقدمت إيران اقتراحا في وقت سابق من هذا الشهر إلى الاتحاد الأوروبي، الذي توسط في محادثات بين طهران وواشنطن لعدة أشهر، لكن وزير الخارجية أنتوني بلينكين قال إنه غير مجد.
وقال بلينكين في مقر حلف شمال الأطلسي في بلجيكا «في الأسابيع الأخيرة، أغلقنا بعض الفجوات. لقد ابتعدت إيران عن بعض المطالب الخارجية والمطالب التي لا علاقة لها بخطة العمل الشاملة المشتركة نفسها».
«ومع ذلك، فإن الرد الأخير يعيدنا إلى الوراء ولسنا على وشك الموافقة على صفقة لا تفي بمتطلباتنا النهائية».
مواقع مشبوهة
وكانت الوكالة أكدت في تقرير لها، الأربعاء الماضي، أن مخزون طهران من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 %، القريبة من تلك اللازمة لصنع أسلحة نووية، زاد إلى المستوى الذي يكفي، في حالة زيادة تخصيبه، لصنع قنبلة نووية.
كذلك، ذكّر مجددا أن السلطات الإيرانية لم تقدم حتى الآن إجابات شافية حول مصدر جزيئات اليورانيوم التي عثر عليها في المواقع الثلاث المشبوهة.
ويشار إلى أن اجتماع مجلس المحافظين يتزامن مع تصاعد التشاؤم من احتمال عودة المفاوضات النووية التي انطلقت في أبريل العام الماضي 2021 بفيينا، إلى مسارها المثمر، رغما عن المحادثات التي استمرت 16 شهراً بين طهران والغرب، التي لم تنته حتى اللحظة.
وكان الاتحاد الأوروبي قدم في الثامن من أغسطس الماضي، نصاً نهائيا للتغلب على مأزق إحياء هذا الاتفاق، وقد تسلم المنسق الأوروبي جوزيف بوريل الرد الإيراني الأول، في منتصف الشهر الماضي (أغسطس 2022)، تلاه الرد الأمريكي على الملاحظات والمطالب الإيرانية، ليأتي لاحقاً رد طهران الثاني ويثير شكوك ببعد التوقيع.