دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد محمد العليمي اليوم (الخميس) إلى إدانة التدخلات الإيرانية السافرة في اليمن، وإخضاع النظام الإيراني إلى الجزاءات المفروضة بموجب قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بنظام حظر الأسلحة، ومنعه من تزويد مليشياته بالتقنيات العسكرية كالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، التي تستخدم في ارتكاب أعمال إرهابية بحق المدنيين في اليمن ودول المنطقة.
وطالب العليمي في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى إحداث تحول حاسم في مقاربته للأزمة اليمنية وإنهاء المعاناة الإنسانية التي صنعتها المليشيا الحوثية المدعومة من النظام الإيراني، مستعرضاً النكبة التي يعيشها اليمنيون للعام التاسع على التوالي منذ الانقلاب الحوثي على التوافق الوطني وسيطرتهم على مؤسسات الدولة وإعلان الحرب على دول الجوار والعالم أجمع.
وقال العليمي: «كلما تباطأنا عاما آخر عن تقديم موقف حازم إزاء الملف اليمني، كلما كانت الخسائر أكثر فداحة، والمليشيا والجماعات الإرهابية أكثر خطرا في تهديداتها العابرة للحدود، فضلا عن انتهاكاتها الفظيعة لحقوق الإنسان التي توحدت حولها أممنا تحت مظلة هذه المؤسسة على مدى أكثر من سبعين عاما»، مشيراً إلى أن خيار السلام وإنهاء المعاناة الإنسانية أهداف أساسية على طريق استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، وإعادة العمل بمنظومة الحقوق والحريات، والمواطنة المتساوية، وضمان تمكين المرأة والشباب من صنع مستقبلهم وبناء السلام المنشود.
وأضاف: «ونحن اليوم على بعد أسبوع من انتهاء الهدنة نذكر المجتمع الدولي بأن الحكومة التزمت بكافة عناصر هذه الهدنة بدءا بتسيير الرحلات التجارية المنتظمة إلى مطار صنعاء، وتسهيل دخول سفن المشتقات النفطية إلى موانئ الحديدة، سعيا منها لتخفيف المعاناة عن المدنيين، في حين لاتزال المليشيا الإرهابية تغلق طرق تعز والمحافظات الأخرى، وتتنصل عن دفع رواتب الموظفين لديها والإفراج عن السجناء والمحتجزين، وتبحث عن أي ذريعة لإفشال الهدنة، وإعاقة الجهود الأممية، والدولية لتجديدها والبناء عليها في تحقيق السلام الشامل الذي تتطلعون إليه جميعا».
وناشد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته إزاء الانتهاكات الفظيعة التي ترقى إلى جرائم حرب في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرة الحوثي، بما في ذلك استمرار معاناة عشرات الآلاف من المهجرين، والمحتجزين والمخطوفين، والمخفيين، والمعتقلين، بينهم صحفيون ونشطاء، وفنانون، وعمال إغاثة، ورهائن من مختلف الأعمار.
وأشاد العليمي بالمواقف المشرفة لتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، مؤكداً أنهم بذلوا دماءهم وأموالهم، وتحملوا مسؤولية الدفاع عن دولة عضو في الأمم المتحدة، نيابة عن المجتمع الدولي، وفتحوا بلدانهم لاستضافة الملايين من أبناء اليمن المشردين سواء للعمل أو الإقامة، أو العلاج، والتعليم.
وشدد العليمي بالقول: «إننا نضم صوتنا إلى كافة الدول في الدعوة إلى ضمان حرية الملاحة الدولية، ومكافحة التطرف والإرهاب، والقرصنة، ودعم الإجراءات الرامية لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، وعلى رأسها برنامج إيران النووي، وصواريخها البالستية، ودورها التخريبي في المنطقة»، مضيفاً: «ندعو المجتمع الدولي إلى إدانة التدخلات الإيرانية السافرة في بلادنا، وأمنه واستقراره وتحويله إلى منصة تهديد عبر الحدود، وإخضاعها إلى الجزاءات المفروضة بموجب قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالملف اليمني».
وحث رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي إلى الالتزام بنظام حظر الأسلحة، ومواجهة النفوذ الإيراني المزعزع لاستقرار المنطقة، ومنعه من تزويد مليشياته بالتقنيات العسكرية كالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، التي تستخدم في ارتكاب أعمال إرهابية بحق المدنيين في بلادنا ودول المنطقة، بما في ذلك زرع ملايين الألغام المحرمة دوليا، واستهداف خطوط الملاحة الدولية في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
وكان العليمي انسحب أمس (الأربعاء) أثناء بدء الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلقاء كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة احتجاجاً على التدخلات الإيرانية في شؤون بلاده.