بعد الترحيب الإسرائيلي الواسع الذي أعقب إعلان رئيسة الحكومة البريطانية ليزا تراس خلال اجتماعها بنظيرها الإسرائيلي يائير لابيد على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، أنها تدرس خطوة نقل سفارة بلادها إلى القدس المحتلة، فقد قلّل كبار المسؤولين الإسرائيليين من هذه التوقعات، خشية لندن أن تتضرر مصالحها مع العالم العربي، مما قد يرفع فرص “الفيتو” على هذه الخطوة لدى دوائر صنع القرار في المملكة المتحدة.
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت، نقل عن دوائر دبلوماسية إسرائيلية “مطالبتها بالتهدئة من حجم التفاؤل الذي يسود تل أبيب؛ لأن فرص نقل بريطانيا سفارتها من تل أبيب إلى القدس ضئيلة للغاية؛ لأن مثل هذه الخطوة السياسية ذات عواقب كثيرة، وتراس ذاتها تفهم حساسية الموضوع، ولعل كلامها جاء في سياق الحملة الانتخابية لحزبها المحافظ، رغم أن تل أبيب ستكون سعيدة للغاية إذا اتبعت بريطانيا باقي الدول مثل الولايات المتحدة بنقل سفارتها”.
وأضاف في تقرير أن “مسؤولين إسرائيليين كبارا، أكدوا أنه لا توجد إمكانية كبيرة لهذه الخطوة؛ لأن بريطانيا لديها مصالح كبيرة في العالمين العربي والإسلامي، ومثل هذه الخطوة يمكن أن تضر بها بشكل خطير، ومن المتوقع أن وزارة الخارجية في لندن وجهات أخرى في المملكة ستستخدم حق النقض ضد نقل السفارة”.
وأشار أنه “بالنسبة لبريطانيا، فإن إعلان تراس أنها تفكر في نقل السفارة يبقى في إطار التفكير والدراسة، ولكن إذا تم تنفيذها بالفعل، فلن تكون أقل من زلزال سياسي، وفق التوصيف الإسرائيلي؛ لأنه يكشف عن تعبيرها العلني بدعمها لإسرائيل، رغم أنه لم يصدر أي مسؤول بريطاني حتى الآن مثل هذا البيان بعيد المدى”.
في الوقت ذاته، بعد أربع سنوات من نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وما واكبها من مجزرة إسرائيلية على حدود غزة في أيار/مايو 2018، في الذكرى السنوية الستين للنكبة الفلسطينية، فإن الدول التي اتبعت واشنطن في خطوتها الاستفزازية هذه، هي غواتيمالا وهندوراس من أمريكا الوسطى، وكوسوفو وهي الدولة الإسلامية، وواحدة من أصغر البلدان في العالم، مما يعني أنه لا يعتبر أي منها دولة مهمة على الصعيد الدولي.
وفيما سبق افتتاح كوسوفو سفارتها في القدس المحتلة ضغوط شديدة من الفلسطينيين وتركيا الذين طالبوها بعدم القيام بذلك، فقد وصل رئيس هندوراس خوان أورلاندو هيرنانديز إلى إسرائيل بعد أيام قليلة من تشكيل حكومة نفتالي بينيت ويائير لابيد في يونيو 2021، وافتتح سفارة بلاده في حديقة القدس المحتلة للتكنولوجيا.
وبجانب هذه الدول الأربع، فقد أعلنت دول أخرى عزمها على فتح سفارة في القدس المحتلة، لكنها لم تفعل ذلك، من بينها دولتا ملاوي وغينيا الاستوائية من أفريقيا، وسورينام من أمريكا الجنوبية، وجمهورية الدومينيكان في منطقة البحر الكاريبي.
عربي