تحمل دائما الآثار المصرية الكثير من الأسرار داخل طياتها، ويأتي من بينها الملك توت عنخ آمون، والقناع الذهبي الذي يحتوي على 9 كيلوات من الذهب الخالص، وغيرها من الأمور التي ربما يجهلها محبي مجال الآثار، لذلك نرصدها لكم خلال التقرير التالي، قبل نقله إلى المتحف المصري الكبير في نوفمبر المقبل.
وتولى الملك توت عنخ آمون، حكم البلاد من عام 1341 ق.م، وتوفي عام 1323 ق.م، إلا أن قناعه الذهبي أصبح من أشهر قطع الآثار في العالم، وفقًا لما رواه الدكتور بسام الشماع، المؤرخ والباحث في علم المصريات، خلال تصريحاته لـ «».
علاقة القناع بحياة الملك اليومية
ولا توجد علاقة بين القناع والحياة اليومية، بالإضافة لعدم محاكاته لملامح وجه الملك الحقيقية، لأنه قناع جنائزي يتعلق بالطقوس الجنائزية الدينية، بحسب «الشماع»: «هذا القناع يصف الملك توت عنخ آمون على أنه أوسير أو المعروف بإسم أوزوريس، وهو معبود من المعبودات فى مصر القديمة له علاقة بالحياة الأخرى في العالم الآخر، ولذلك فإن هذا القناع ليس للاستخدام اليومي في الحياة اليومية للملك ولكن اُستخدم حتى يغطي رأس المومياء ويُحاكى مومياء الملك للمعبود أوسير أو أوزوريس».
القناع الذهبي
ويحتوي قناع توت عنخ آمون البالغ ارتفاعه 54 سم، على أكثر من 9 كيلوات من الذهب الخالص، وهو مكون من طبقتين من الذهب تم الربط بينهما عن طريق «الدق»، كما أنه منقوش ومصقول ومُرصع بعدد من الأحجار الكريمة جرى محاكاتها بالزجاج.
والقناع أيضاً يوضح الشفاه الغليظة للملك التي تم نحتها على شكل المعبود أوسير، لذلك رُبما يكون للملك توت عنخ إمن أصول أو جذور نوبية جنوبية وهذا واضح أيضاً فى ملامح جدته الملكة «تي»، كما يظهر في تمثالها الخشبي من ملامح بشفاه غليظة وبشرة داكنة.
ويوجد في جبهة هذا القناع «ال وادجيت»، وهو ثعبان الكُبرى، و«ال نخبت»، وهو نسر، كما يتضمن القناع خطوط تجميلية مصنوعة من اللون الأزرق، وهي مصنوعة من زجاج أزرق وليس اللازورد.
بينما عيون قناع توت عنخ آمون، مصنوعة من الكوارتزيت وحجر الأوبسيديان أو حجر السبج كما يطلق عليه، كما أوضح «الشماع»: «العُقد الذي كان موجودا في القناع أو القلادة، كان مصنوع من أكثر من صف، وهذه القلادة مُرصعة بقطع من الزجاج الملون التي تُحاكي اللابس لازولي أو اللازورد، والجاسبر، والكارنيرليان أو العقيق الأحمر بالإضافة إلى الاُوبسيديان، وكل هذه الأحجار مصنوعة ومصفوفة في 12 صفًا».
ويوجد فوق حلق القناع قلادة مكونة من أقراص من الخرز ومن الذهب والقيشاني الفيانيس الأزرق، وقد وجد هذا الطوق على حَلَق القناع ويسمى بالهيروغليفية «شيبيو»، بحسب المؤرخ والباحث في علم المصريات: «خلف هذا القناع أو الجزء الخلفي له نجد خطوط طولية من الأعلى إلى الأسفل، عبارة عن خطوط طولية من الهيروغليفيات منقوشة على الذهب، وهي عبارة عن نص من نصوص الظهور في النهار أو ما يُسمى خطأً بكتاب الموتى».