لم يكن يعلم وائل محمود، ابن مدينة نصر، أن حياته ستتحول إلى كابوس يلازمه، عندما تورط في قضية مخدرات وهو لازال في سن الثامنة عشر من عمره، حينها لم تكن حياته سيئة، بل كان يعيش مع ذويه بشكل مستقر، يحلم بدخول كلية قمة، ولما لا وهو الذي طيلة سنوات الدراسة التي سبقت السجن، كان من بين أوائل دفعته، قبل أن تضيع منه كل سبل النجاح، بعدما حكم عليه في قضية مخدرات بالسجن 5 سنوات، بتهمة الإتجار بالمخدرات.
سنوات عديدة قضاها «وائل» داخل السجن، وعلى الرغم من براءته من تهمة تجارة المخدرات بحسب قوله، إلا أنه قضي 4 سنوات داخل السجن، لكنه قرر أن تكون فترة السجن بداية حياة جديدة: «في السجن كملت دراستي، بدأت من الإعدادية وبعدها امتحنت ثانوي منازل ودخلت كلية حاسبات ومعلومات وتخرجت منها بتقدير جيد جدا».
بعد انقضاء مدة الحبس خرج «وائل» محمل بأحلام عديدة لكنه صدم بالواقع؛ إذ أن نظرة المجتمع له أثرت بالسلب عليه، فبعد أن كان يمني النفس بالحصول على فرصة عمل مناسبة تبعده عن طريق «الحرام» وجد نفسه يسرق ويسجن مرة أخرى: «خرجت وكنت فاهم إني هلاقي معاملة كويسة من المجتمع لكن للأسف الكل رفضني وكنت كل ما أقدم على شغل اترفض لأن الفيش الجنائي بيظهر فيه إني كنت مسجون في قضية مخدرات، وأنا ملقتش قدامي وقتها غير إني أسرق علشان أعيش بسبب نظرة المجتمع».
سرق «وائل» وعوقب بالسجن مرة أخرى، وخرج بعد انقضاء المدة، ليجد أن جميع السبل مغلقة أمامه ليسرق مجددا، ويسجن للمرة الثالثة، وهنا كان قد بلغ من العمر 34 سنه: «أنا دلوقتي متجوز ومعايا طفل صغير وعايز أربية بالحلال، عايز أعيش زي باقي الناس، نفسى حد يمد ايده ليا، بتمني كشك أعيش من وراه واربي ابني، دلوقتي قدامي سكك كتير كلها حرام لكن أنا مش عايز الحرام، أنا عايز الحلال».