| «عمار» طفل «صنايعي رخام» وصاحب قهوة: «بتعاقد مع العمال وبديهم يومية»

وجهه ملطخ بالتراب، يمسك بآلة تقطيع الرخام «الصاروخ»، ويستخدمها مثل أي «صنايعي» يعمل بالمهنة منذ سنوات، ويقضي الطفل بها ساعات طويلة يوميا، لم يكتف بتلك المهنة فقط، فهو لديه مقهى يملكه ويقوم بإدارته، كل ذلك يفعله عمار السوهاجي، عمره 12 عامًا، يدرس بالمرحلة الابتدائية.

كان «عمار» يبلغ 4 سنوات، حين اصطحبه والده إلى ورشة الرخام التي يملكها، من أجل تعليمه المهنة، وبعد عدة سنوات أصبح الصغير عاملاً يمكن الاعتماد عليه، حين يحتاجه العمل، فالمهنة التي يعمل فيها تعد صعبة على الكبار، لخطورة الآلات الحادة المستخدمة.

الجانب الآخر من حياة «عمار» في المقهى، الذي افتتحه منذ 3 أشهر بأحد الشوارع في مدينة مرسى مطروح، من أجل زيادة دخل الأسرة، فحين تمر عليه تجد جملة «إدارة عمار السوهاجي»، مكتوبة على لافتة المقهى، ما أثار الغرابة لدى الزبائن، الذين عرفوا أن صاحبها يبلغ 12 عامًا.

كيف يدير «عمار» المقهى؟

في حديثه لـ«»، يروي «عمار» أن والده يساعده في شراء الأشياء غالية الثمن، أما باقي تفاصيل الإدارة من عمال ومصاريف داخلية، هو المتكفل بها تمامًا، أما ميعاد فتحه للمقهى يوميًا يكون حسب عمله في ورشة الرخام، فإن لم يحتاجه العمل هناك، يقوم بافتتاح المقهى، مضيفًا: «أنا اللي بتعاقد مع العمال في القهوة، وأنا اللي بديلهم اليومية بتاعتهم، الموضوع بالنسبالي مش كبير لأني صنايعي رخام، ودي مهنتي الأصلية، أما موضوع القهوة فهو تسالي بالسبة لي، حاجة بزود بيها دخلي».

طموح «عمار» في دخول كلية الشرطة

والد «عمار» أراد أن ينمي بداخله الاعتماد على نفسه منذ الصغر، فهو يقدر جيدًا على قضاء كافة الاحتياجات الخاصة لبناته الثلاثة و«عمار»، ولكنه يرغب في أن يعطيه درسًا في الحياة، ورغم كثرة مشاغل الصغير، إلا أن طموحه لم يتوقف عند هذا الحد، ويريد إكمال دراسته والالتحاق بكلية الشرطة: «طموحي مش هيقف لحد هنا، الكافتريا الصغيرة دي بكرة هتكون كبيرة جدًا وفي مكان تاني».