تعتزم مجموعة الصناعات الأمنية الإسرائيلية “أفنون” بيع الحكومة المجرية نظاما تكنولوجيا لمراقبة المنشورات والنقاشات في شبكات التواصل الاجتماعي، وفق ما كشف موقع “زْمان يسرائيل” الإخباري اليوم، الأربعاء.
ويسمح هذا النظام للحكومة بمتابعة وتحليل وفهم الرأي العام بواسطة رصد المواقف في الشبكات الاجتماعية. إلا أن مسؤولا كبيرا في “أفنون” ادعى أن مجموعته لا تعرف هدف الحكومة المجرية من شراء هذا النظام، باستثناء أنه مخصص لمراقبة النقاشات في الشبكات الاجتماعية.
وأضاف المسؤول نفسه أن جميع الصفقات التي تبرمها المجموعة تكون تحت إشراف وبمصادقة وزارة الأمن الإسرائيلية، بما في ذلك بيع هذا النظام للحكومة المجرية. وأشار الموقع إلى أن وزارة الأمن لم تعقب على التقرير حتى موعد نشره.
رغم ذلك، قدّر المسؤول في “أفنون” أن حاجة الحكومة المجرية إلى هذا النظام مرتبطة بالتوتر الاجتماعي والسياسي الداخلي في المجر في ظل الحرب في أوكرانيا، ونزوح عشرات آلاف اللاجئين الأوكرانيين وقسم منهم من دون تصاريح، إلى المجر.
ويأتي شراء هذا النظام في الوقت الذي يعارض فيه رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، الهجرة إلى بلاده بشدة، وعلى خلفية دعمه للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأمر الذي يصعّد التوتر بين المجر وبين حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي، وكذلك التوتر داخل المجر.
ويشار إلى أن سجل أوربان ينطوي على إشكالية على خلفية انتهاكات حقوق الإنسان في المجر. وكان الاتحاد الأوروبي قد فتح تحقيقا، في آذار/مارس الماضي، حول استخدام برنامج “بيغاسوس” للتجسس من خلال الهواتف الذكية والذي طوّرته شركة NSO الإسرائيلية، وركز هذا التحقيق على الانتهاكات التي ارتكبت في المجر وبولندا.
ووفقا لهذا التحقيق، الذي أجرته منظمتان حقوق الإنسان “أمنستي” و”فوربيدن ستوريز” بمشاركة صحافيين أميركيين وأوروبيين، فإن حكومة أوربان تجسست على سياسيين وخبراء قانون وصحافيين من خلال استخدام برنامج “بيغاسوس” بشكل غير قانوني.
وتوصل التحقيق إلى تنفيذ اختراقات لهواتف صحافيين ومصورين من الموقع الإخباري المجري “دايركت 36″، إثر نشر تقارير كشفوا فيها أداء إشكاليا من جانب الحكومتين الروسية والمجرية، إلى جانب التجسس على مساعدي أبحاث للملياردير جورج سوروس، خصم أوربان.
وتأسست مجموعة “أفنون” في العام 1990، ومقرها الرئيسي في مدينة كفار سابا في وسط إسرائيل. وتعمل المجموعة في تطوير وإنتاج وتسويق تكنولوجيات حربية متطورة وتكنولوجيات سايبر.
ووفقا للموقع، أدت الحرب في أوكرانيا إلى زيادة “دراماتيكية” في عمل المجموعة في أوروبا الشرقية، وخاصة في بولندا والتشيك وليتوانيا، التي دخلت في سباق تسلح إثر تخوفها من انتقال الحرب التي نشنها روسيا إلى أراضيها.
و”أفنون” هي واحدة من شركات صناعات أمنية إسرائيلية كثيرة التي ازداد حجم أعمالها وصفقاتها في أوروبا الشرقية. ولا تبيع الشركات الإسرائيلية أسلحة ووسائل قتالية متطورة للجيش الأوكراني بسبب معارضة الحكومة الإسرائيلية لصفقات كهذه، تحسبا من تضرر مصالحها مع روسيا. ورغم ذلك، فإن صفقات كهذه مع أوكرانيا تجري من خلال دول وسيطة، وبينها صفقة لبيع نظام مضاد للطائرات بدون طيار.